#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يبدأ الاسبوعُ بضجيجٍ قضائيٍّ كبيرٍ مسرحهُ الطابقُ الرابعُ من قصرِ العدلِ، حيثُ يبدأ وفدٌ قضائيٌّ اوروبيٌّ قادمٌ من المانيا وفرنسا واللوكسمبورغ،
بالاستماعِ الى افاداتِ عددٍ من المصرفيينَ والاداريينَ والرسميينَ في المصرفِ المركزيِّ بالاضافةِ الى نوابِ الحاكمِ وبعضِ كبارِ رؤساءِ مجالسِ اداراتِ المصارفِ اللبنانيةِ.
هذهِ الاجراءاتُ التي كانتْ كبيرةً والتي فرملها الى حدٍّ مقبولٍ تدخُّلُ الثنائيِّ مع رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ ومع مُدعي عامِ التمييزِ، تبدأ في التاسعِ من الشهرِ وتنتهي كمرحلةٍ اولى في العشرينَ من الجاري.
فأيُّ مفاجآتٍ ستحملُ، وهلْ صحيحٌ ان جلسةَ الاستماعِ الى الحاكمِ ستكونُ في السادسَ عشرَ من الشهرِ،
ام كما قالَ عويدات الاستدعاءاتُ لا تشملُ اسمهُ؟
وإذا كانتْ ملفَّاتُ الاستماعِ مستندةً الى ملفِّ شركةِ "فوري" حيثُ يبرزُ اسمُ شقيقِ الحاكمِ رجا سلامة، فلماذا لنْ يتمَّ الاستماعُ الى الحاكمِ؟
حتى الساعةَ يبدو ان كبارَ اصحابِ المصارفِ سيتمُّ الاستماعُ إليهمْ في ملفَّاتِ شركةِ فوري، ولكنْ يبدو ان التحقيقاتِ ستشملُ ملفَّاتٍ اخرى.
***
فألى أينَ يمكنُ ان يصلَ هذا الملفُّ، وما هي آفاقهُ وتداعياتهُ على القطاعِ المصرفيِّ في لبنانَ، وعلى فروعِ المصارفِ في الخارجِ،
وعلى حساباتِ بعضِ المُودعينَ؟
وإذا كانَ لبنانُ على مدى السنواتِ الماضيةِ، وطبعاً قبلَ 17 تشرين الاول، حاولَ ان يُطبِّقَ معاييرَ مكافحةِ تبييضِ الاموالِ ومكافحةِ اموالِ الارهابِ بكلِّ الطرقِ ونجحَ بذلكَ،
فكيفَ لم تقعْ عيونُ الخارجِ في وقتها على ملفٍّ كبيرٍ كهذا الذي يتمُّ التحقيقُ فيهِ، وهو بدأ في 2006 واقفلَ في 2015 ،
يومَ تمتْ تصفيةُ شركةِ فوري.
إلاَّ اذا كانَ التوقيتُ اليومَ سياسياً ويدخلُ في إطارِ تصفيةِ الحساباتِ الداخليةِ،والتي لاقتها في الخارجِ حركةُ إخباراتٍ مصدرها لبنانُ.
في كلِّ الاحوالِ الملفُّ سيتصاعدُ ويَكبرُ، وسيُصبحُ هو الحدثُ،
الذي يُلاقيهِ في التوقيتِ عينهِ استئنافُ جلساتِ انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةٍ وسطَ بدءِ حراكٍ داخليٍّ خاصٍ ببعض الاطرافِ.
وقد يكونُ لسمير جعجع مبادرةٌ وموقفٌ قد يفضيانِ في الاسابيعِ المقبلةِ الى التخلي عن ورقةِ ميشال معوض، مقابلَ فتحِ المجالِ امامَ اسماءٍ جديدةٍ،
او ملعبٍ جديدٍ يتمُّ العملُ عليهِ من بعضِ النوابِ المستقلينَ.
***
كلُّ ذلكَ يسيرُ وفقَ روزنامةِ السياسيينَ،
أما روزنامةُ الناسِ العاديينَ فلا احدَ يلتفتُ إليها، من الكهرباءِ الضائعةِ الى الادويةِ والاستشفاءِ المنهارين الى الرواتبِ التي صارتْ مهزلةً إلى إلى إلى واللائحةُ تطولُ...!