#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فجأةً ومن دونِ سابقِ انذارٍ تمَّ رفعُ سعرِ صيرفةٍ الى 38 الفَ ليرةٍ بما يعني تقريباً ان سعرَ الصرفِ لكلِّ المداولاتِ صارَ 38 الفَ ليرةٍ، وبغضِّ النظرِ عن السعرِ الوهميِّ الذي هو ايضاً سيُصبحُ 15 الفَ ليرةٍ...
عملياً زادَ "الحاكمُ" ايراداتِ خزينةِ الدولةِ والتي كانتْ تبحثُ عن ابوابٍ جديدةٍ للايراداتِ...
طالما ان كلَّ الرسومِ والفواتيرِ والضرائبِ ستُجبى على اساسِ صيرفةٍ، وعلى سبيلِ المثالِ لا الحصرِ فاتورةُ كهرباءِ الدولةِ سترتفعُ ايضاً تبعاً للتعرفةِ الجديدةِ،
كونُ الشركةِ تتقاضى الفاتورةَ على سعرِ صيرفةٍ زائدٍ عشرينَ بالمئةِ، بما معناهُ أننا سندفعُ فاتورةَ الكهرباءِ الرسميةِ حسبَ سعرِ الدولارِ في السوقِ السوداءِ..
يُضافُ اليها الاموالُ التي يدفعها المواطنونَ لاصحابِ المولِّداتِ..
هلْ مَنْ مفاجآتٍ اخرى سارَّةٍ تحضِّرها هذهِ المنظومةُ الفاسدةُ للناسِ، حيثُ تَصدمهمْ كلَّ ساعةٍ وكلَّ يومٍ باجراءاتٍ،
ورسومٍ تُشبهُ "السخرةَ" في زمنِ الاحتلالِ العثمانيِّ،
اليومَ، الابوابُ العاليةُ هي مكاتبُ وزراءِ الصدفةِ والمسؤولينَ الماليينَ وتجارةِ الشيكاتِ والصرَّافينَ والسماسرةِ..
**
وماذا بعدُ... على اساسِ كانتْ لجنةُ المالِ والموازنةِ اوصتْ وزيرَ المالِ بوقفِ العملِ بالمفعولِ الرجعيِّ للضرائبِ عن العامِ 2022 فإذا بالهيئاتِ الاقتصاديةِ،
تُصرِّحُ بعدَ لقائها "النجيبَ" أنها توصلتْ معهُ الى دفعِ الضرائبِ والرسومِ على اساسِ سعرِ ثمانيةِ الافٍ عن اولِ عشرةِ اشهرٍ من العامِ 2022 ، وان تكونَ الضرائبُ المتبقِّيةُ عن الاشهرِ 11 و 12 من 2022 على سعرِ صرفٍ 15 الفاً ...
***
ايُّ دولةٍ تصدمُ الناسَ والمؤسساتِ والمستثمرينَ والشركاتِ الاجنبيةَ بمفاعيلَ رجعيةٍ لاحتسابِ الضرائبِ،
والرسومِ بزياداتٍ تفوقُ العشرينَ مرَّةً..
وكيفَ يكونُ هناكَ استثمارٌ إذا لم يكنْ هناكَ استقرارٌ تشريعيٌّ وضريبيٌّ يعرفُ على اساسهِ ايُّ مستثمرٍ ماذا سيدفعُ ضرائبَ، وكيفَ سيوازنُ بينَ ارباحهِ وخسائرهِ؟
هذهِ عيناتٌ من التخبُّطِ الذي نعيشهُ مع دولةِ الهواةِ الفاسدينَ،
الذينَ لم يعودوا يعرفونَ كيفَ يَنْصبونَ على الناسِ بكلِّ انواعِ الطرقِ، وكانَ ينقصهمْ استعمالُ العصي والاسواطِ...
كلُّ ذلكَ يجري وسطَ إنسدادِ آفاقِ الحلولِ الجذريةِ، وفي غيابِ اصحابِ قراراتٍ يَعطونَ الناسَ حقوقهمْ ويُوقفونَ التعدياتِ على ما تبقَّى من الاموالِ...
استسلمنا كشعبٍ ونَغرقُ في وادي الدموعِ التي لنْ تجفَّ ما دامَ الطغاةُ يُصادرونَ قرارَ حياتنا وموتِنا وغذائِنا ودوائِنا ومائِنا...!