#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تَطرحُ مسألةُ جلسةِ مجلسِ الوزراءِ اليوم في السراي الحكوميِّ كلَّ إشكاليةِ تطبيقِ اتفاقِ الطائفِ، والثغراتِ في الدستورِ وعلاقاتِ الطوائفِ بعضها ببعضٍ.
ففي اقلَّ من شهرٍ تعودُ الى الواجهةِ مسائلُ اعتمادِ النصابِ في الدوراتِ وصلاحياتُ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ، بعدما كنَّا على مدى سنةٍ تعبنا من الاخذِ والردِّ في مسائلِ صلاحياتِ المجلسِ الاعلى لمحاكمةِ الرؤساءِ والوزراءِ .
لكنَ الاخطرَ في كلِّ ما يُطرحُ هو موقعُ المسيحيينَ في هذهِ الدولةِ، وما قالهُ الرئيس ميشال عون في بيانهِ الاعلاميِّ رداً على دعوةِ ميقاتي لجلسةِ مجلسِ الوزراءِ، يؤكِّدُ نيَّةَ "النجيبِ"،
بمحاولتهِ الاستئثارَ بالسلطةِ، وهذا ما جعلهُ منذُ خمسةِ اشهرٍ واكثرَ يحورُ ويدورُ لعدمِ تشكيلِ حكومةٍ.
نفهمُ جدِّيةَ واولويةَ مسائلِ مستحقاتِ المستشفياتِ وغيرها..
ولكن لماذا لم يُحضرْ "هذا الرؤيويُ" نجيب ميقاتي قبلَ انتهاءِ العهدِ لصرفِ مستحقاتِ المستشفياتِ بشكلٍ دائمٍ، ولماذا اساساً أُدرجتْ بنودٌ في جدولِ الاعمالِ ليستْ ملحةً،
عادَ فتراجعَ عنها؟
وهلْ استكثرَ "النجيبُ" حواراً مع الاطرافِ في البلدِ حولَ ضرورةِ إنعقادِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ..
وهلْ يُعقلُ إنعقادُ الجلسةِ في غيابِ اطرافٍ مسيحيينَ اساسيينَ في الحكومةِ؟
الاسوأُ ان نجيب ميقاتي الذي اتى باصواتِ الثنائيِّ، يتكلُ عليهم اليومَ وتحديداً الرئيس بري للدعوةِ لجلسةِ مجلسِ وزراءٍ استثنائيٍّ،
وكأنَ بالرئيسِ نبيه بري يردُّ على ما طرحهُ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبلَ اسبوعٍ من روما، حولَ مسألةِ النصابِ، بدعمِ ميقاتي لعقدِ جلسةٍ لحكومةِ تصريفِ اعمالٍ ومبتورةٍ...
***
إذا فنَّدنا الطريقةَ التي تديرُ بها السلطةُ البلدَ، لا نخرجُ إلاَّ بانطباعٍ كبيرٍ حولَ الاستئثارِ والكيديةِ والمماطلةِ والتهرُّبِ والتعطيلِ والنكاياتِ والفوضى والجهلِ لدرجةِ التآمرِ...
من جلسةِ مجلسِ الوزراءِ التي تمعنُ في ضربِ ما تبقَّى من صلاحياتٍ لرئاسةِ الجمهوريةِ،
الى جلساتِ انتخابِ رئيسِ الجمهوريةِ التي تحوَّلتْ الى مهزلةٍ، وستستمرُ حتى تنضُجَ التسويةُ الخارجيةُ،
ويتلقى المعنيونَ هنا ضماناتٍ حولَ ادوارهمْ المستقبليةِ،
مروراً بالقضاءِ العاجزِ مع حاكمِ المركزيِّ ومع المصارفِ ومع التحقيقاتِ في قضيةِ المرفأِ، الى قضايا البنى التحتيةِ،
وصولاً اخيراً وليسَ آخراً الى التشريعِ بخفَّةٍ على حسابِ ما تبقَّى من اموالِ الناسِ،
والمثالُ على ذلكَ كيفَ هُرِّبتْ الضرائبُ والرسومُ في الموازنةِ الاخيرةِ مع مفعولٍ رجعيٍّ بما يفلسُ الشركاتِ والافرادَ، ولم نعرفْ ماذا كانَ يفعلُ النوابُ..
***
الأهمُّ من كلِّ ذلكَ ان "النجيبَ" سيربحُ هذا الاسبوعَ جائزةَ اليانصيب عندما يطأ طولُ قامتهِ ارضَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ للمشاركةِ بالقمةِ السعوديةِ – الصينيةِ بعدَ سنواتٍ من التوتُّرِ والفتورِ والفيتواتِ عليهِ،
زيارةٌ لم تكنْ لتحصلَ لو كانَ هناكَ رئيسُ جمهوريةٍ ...
وربما لذلكَ سرَّعَ "النجيبُ" جلسةَ مجلسِ الوزراءِ حتى يُقرَّ مصاريفَ السفرةِ لهُ ولحاشيتهِ، وحتى "ما حدا يقرِّبْ عا جيبتو"!