#الثائر
بعد طول انتظار، تتلهف السلطة اللبنانية لعودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين خلال الساعات الـ72 المقبلة، على أن يبدأ لقاءاته الرسمية مع المسؤولين نهار الجمعة لإطلاعهم على مستجدات مهمة الوساطة التي يقوم بها مع الجانب الإسرائيلي حيال عملية الترسيم البحري المرتقبة جنوباً، ناقلاً في هذا المجال جديد المعطيات المتصلة بالرد الإسرائيلي على الطرح اللبناني الداعي إلى اعتماد إحداثيات الخط 23 للحدود البحرية اللبنانية مع كامل حقل قانا ضمناً.
وبالاستناد إلى المعلومات المتواترة عشية زيارة هوكشتاين، كشفت مصادر مواكبة للملف لـ"نداء الوطن" أنه سيحمل معه "وجهة النظر الإسرائيلية حيال إحداثيات خطوط الترسيم من دون أن ينقل جواباً نهائياً حاسماً في هذا الخصوص، على أساس أنّ الأمور لا تزال خاضعة للبحث والنقاش على طاولة التفاوض"، مشيرةً في ضوء ذلك إلى أنّ بلورة الصيغة النهائية لاتفاق الترسيم ستحتاج إلى "وقت مستقطع إضافي لتذليل نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة، مع تجديد التأكيد في الوقت نفسه على تصميم الإدارة الأميركية على أن تبلغ المفاوضات خواتيمها الإيجابية بعيداً عن أي ضغوط أو سقوف زمنية"، في إشارة إلى شطب مهلة أيلول التي وضعها "حزب الله" من روزنامة الترسيم، وسط ترجيح المصادر "ترحيل الاتفاق النهائي إلى تشرين الأول أو إلى ما بعد نهاية ولاية العهد العوني".
وفي سياق متصل بمفاوضات الترسيم، أعربت مصادر واسعة الاطلاع عن قناعتها بأنّ الوصول إلى مسودة نهائية للاتفاق الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل "مرتبط بالضغوط الداخلية الإسرائيلية الرافضة للترسيم تحت وطأة تهديدات "حزب الله" حتى ولو اقتضى ذلك المخاطرة باحتمال اندلاع حرب جديدة على الجبهة الشمالية مع لبنان"، موضحةً أنّ "التركيز الإسرائيلي في الوقت الراهن ينصبّ على المفاوضات التي تجريها تل أبيب بشأن أسعار الغاز الذي ستورده إسرائيل إلى أوروبا للتعويض عن انقطاع الغاز الروسي عن القارة الأوروبية، خصوصاً وأنّ التوقعات ترجح ارتفاع سعر الغاز عالمياً ثلاثة أضعاف سعره الحالي، بحيث قد يقفز القدم المكعب على أبواب فصل الشتاء إلى 300 دولار أميركي بعدما كان سعره قبل الحرب الأوكرانية أقل من 10 دولارات".
وإذ لم يُعرف بعد إن كان الوسيط الأميركي سيلتقي الرؤساء الثلاثة مع مستشاريهم مجتمعين في القصر الجمهوري كما حصل في زيارته الأخيرة، أم أنه سيعود إلى عقد لقاءات منفردة في المقار الرئاسية كما درجت العادة في زياراته السابقة، أكدت أوساط لبنانية لـ"نداء الوطن" أنّ هناك "مسعى للحفاظ على نمط اللقاء الرئاسي الثلاثي مع هوكشتاين لتجديد التأكيد على وحدة الموقف اللبناني الرسمي في قضية الترسيم"، لكنها لفتت الانتباه في المقابل إلى أنّ "نجاح هذا المسعى يرتبط بسقف التصعيد الذي سيبلغه (اليوم) رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في مواجهة رئيس مجلس النواب نبيه بري"، الأمر الذي قد يؤثر في مجريات العلاقة الرئاسية بين بعبدا وعين التينة، ويحول تالياً دون عقد اجتماع رئاسي ثلاثي مع الوسيط الأميركي.
من جهة أخرى، استبعدت أوساط واسعة الاطلاع إنجاز ملف الترسيم خلال زيارة هوكشتاين، وتوقّعت عبر «الراي» الكويتية ان «يحمل الوسيط الأميركي اقتراحاً مقبولاً بخطوطه العريضة مرفوضاً بتفاصيله»، الأمر الذي يستدعي على الأرجح جولة مفاوضات مكوكية جديدة.
وأعربت هذه الأوساط عن اعتقادها أن المفاوضات التي يتولاها هوكشتاين ستنطوي على ما يمكن وصفه بـ «المراوغة الديبلوماسية» لإمرار الوقت الذي تحتاجه إسرائيل لإنضاج ظروف الاتفاق مع السعي لتعطيل الذرائع لتفادي تصعيد «حزب الله».
ورجّحت المصادر عيْنها أن يطلب الوسيط الأميركي ضمانات من لبنان الرسمي بعدم لجوء «حزب الله» إلى «تفعيل» تهديداته في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات المكوكية، وهو الأمر الذي سيسهّل على الحزب الإعلان عن وقوفه خلف الدولة في منْحها المزيد من الوقت للتفاوض لاسيما بحال استمرّ تعليق الاستخراج من حقل كاريش.
ورفضت المصادر الخوض في ما يُثار عن طرْحٍ بأن يكون التعويضُ المالي الذي تطالب به اسرائيل لقاء تخليها عن حقل قانا وقبولها بالترسيم وفق الخط 23 + الذي تمسك به لبنان (لضمان كامل حقل قانا)، من «كيس» شركة «توتال» الفرنسية المتعهّدة العمل في البلوك 9 (يقع فيه «قانا» المفترَض) والتي يتواصل معها هوكشتاين.
وبحسب "الانباء الالكترونية"، يبدو أن خطوط الاتصال على خط مفاوضات الترسيم لم تنقطع بعد، يصل الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل اموس هوكستين بعد غد الخميس الى بيروت ناقلاً الى المسؤولين اللبنانيين الاجوبة الاسرائيلية على المقترحات اللبنانية، التي وبحسب مصادر خبراء الترسيم فان هوكشتاين يحمل هذه المرة اشارات ايجابية قد تساعد المعنيين على التوقيع على اتفاقية الترسيم بما يسمح باستثمار ثروات البلدين من الغاز والنفط في المناطق المحاذية لمياههما الاقليمية.
المصادر أشارت عبر "الأنباء" الالكترونية الى أن مسودة الاتفاق التي يحملها هوكشتاين تلحظ حقل كاريش بالكامل لاسرائيل في مقابل احتفاظ لبنان بحق قانا كاملا مع بعص التعديلات في الخط 23 الذي قد يتحوّل الى متعرج عند التداخل في الحدود الاسرائيلية كشرط اسرائيلي بسبب خلاف الائتلاف الحاكم مع الليكود حول هذه النقطة واستخدامها في بازار الدعاية الانتخابية في الانتخابات التشريعية التي تشهدها اسرائيل بعد أسابيع.
كذلك، وبحسب المصادر، هناك استعجال من الجانب اللبناني وتحديدا من فريق رئيس الجمهورية ميشال عون للتوقيع على الاتفاق قبل نهاية ولايته في 31 تشرين ويبقى السؤال كيف سيوفق هوكشتاين بين الشرطين اللبناني والاسرائيلي.
وفيما رجّحت مصادر مطلعة لـ"الاخبار" أن الأميركيين "يريدون كسب مزيد من الوقت، وهم يعتبرون أن إعلان إسرائيل تأخير عمليات استخراج الغاز من كاريش خطوة كافية لتعطيل تهديدات حزب الله بتوجيه ضربة تذكيرية إلى العدو. كما يسعون من جديد لإيجاد مخرج لتصور اتفاق يرضي العدو ولو أنهم يقولون إن العملية شكلية وليست جوهرية".
وفيما أكّدت مصادر مطلعة لـ"الاخبار" أن الوسيط الأميركي تصرف بـ"وقاحة" إذ طلب قبل يومين أن يعقد اجتماعاً مع مندوب رئاسي لبناني أو وفد رئاسي في قطر وليس في بيروت، وذلك في سياق ما يسعى إلى تكريسه من دور خاص لقطر في رعاية لبنان إلى جانب فرنسا في المرحلة المقبلة. وأنه سمع الوسيط رداً سلبياً على الاقتراح، أشارت مصادر أخرى إلى أن "الاقتراح جاء في سياق محاولة من هوكشتاين لئلا تبدو زيارته فاشلة في حال لم يحمل اتفاقاً نهائياً معه، وأن الجواب اللبناني كان أن لبنان يفضل أن يكون الاجتماع في بيروت".
- المركزية -