#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نتعجَّبُ كثيراً عندما نسمعكمْ تقولونْ: سنثبِّتُ سعرَ الدولارِ... والدليلُ أن هذهِ الخرافةَ بدأتْ تهتزُّ في الفترةِ الأخيرةِ…
وفي لحظةٍ معيَّنةٍ، على الأرجحِ، سيفلتُ الدولارُ من الخيطِ الرفيعِ الذي تُلهونَ الناسَ بهِ… ويطيرُ!
***
قولوا لنا يا "جهابذةَ مهندسي" العصرِ:
كيفَ يَثبُتُ الدولارُ والمصارفُ مقفلةٌ، والدعاوى تلاحقها، والبلدُ "قايم قاعد"، "ناس مع القضاء وناس مع المصارف"؟
كيفَ يَثبُتُ الدولارُ والمهندسُ العظيمُ تعصفُ بهِ الدعاوى من كلِّ حدبٍ وصوبٍ…
كيفَ يَثبُتُ وهو قابعٌ في سجنهِ الصغيرِ، يقصفنا بتعاميمهِ المتضاربةِ ويُديرُ حياتنا، نحنُ القابعينَ في السجنِ الكبيرِ؟
***
هل يَثبُتُ الدولارُ في "جمهوريةِ المتقوقعينَ" حولَ نفوسهمْ، وفي رؤوسهمْ،
هل يَثبُتُ في بلدٍ لا كهرباءَ فيهِ بالمعامل ولا بالاستجرارِ، ولا دواءَ ولا استشفاءَ، وليستْ فيهِ ضمانةٌ للناسِ في يومهمْ أو في مستقبلهمْ؟
هل يَثبُتُ في بلدٍ يتغدَّى فيهِ الناسُ تصاريحَ الدَّجلِ من المنظومةِ الفاسدةِ إياها ، ويتعشَّونَ تصاريحَ الفشلِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ؟
هل يَثبُتُ الدولارُ في بلدٍ لا أوراقَ فيهِ لإجراءِ الامتحاناتِ؟
وبالمناسبةِ، في بلدٍ ليستْ فيهِ أوراقٌ للمعاملاتِ، أو للامتحاناتِ، مِن أينَ تأتي الأوراقُ للانتخاباتِ؟
وفي بلدٍ تتعطَّلُ فيهِ المدارسُ والجامعاتُ والدوائرُ والمصارفُ والقضاءُ… مِن أينَ سيأتي بالمشرفينَ على الانتخاباتِ؟
***
على مدى عامينِ ونصفِ العامِ، 20 مليارَ دولارٍ جرى إحراقها من احتياطِ المركزيِّ من اموالِ المودعينْ، لتدفعوا بهم ثمنَ فسادكمْ وهدركمْ وخداعكمْ، تحتَ عنوانِ "تثبيتِ الدولارِ"!
وفي أيِّ لحظةٍ، سيطيرُ الدولارُ مجدَّداً، ولن يبقى لنا أيُّ شيءٍ، لا ليرةَ ولا دولار، لا في اليدِ ولا في البنكِ ولا في المركزيِّ!
وعلى الأقلِ، كان "الكابيتال كونترول" بالماضي سيحافظُ على الحدِّ الأدنى... لكنكمْ تهرَّبتمْ منهُ وراوغتمْ ...
لتبقى أموالُكمْ سالكةً وآمنةً في مسارِ التحاويلِ!
وبعدها … تضحكونَ،وتستغشمونَ، وتستضعفونَ، وتسلخونَ جلدَ كلِّ الناسِ…
حتى برميلِ النفطِ الذي ارتفعَ سعرهُ عالمياً، بالحربِ بينَ روسيا واوكرانيا، و"تشفطونَ" ما يلزمكمْ لتحققوا ارباحاً مضاعفةً...
***
وبعد… تَدعونَ الناسَ إلى انتخاباتٍ حضَّرتمْ قانونها على القياسِ… ليباركوا لكمْ البيعةَ لسنواتٍ أخرى!
لا نعرفُ ماذا سيجري حتى أيار… لكنَ الناسَ ليسوا مغفَّلينْ، ولو كانوا اليومَ مقهورينَ…
الناسُ أذكى منكمْ، وأنقى منكمْ، وأبقى منكمْ…!
يا افسدَ "فاسدي الفسادِ"!