#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
إنها 4 أيامٍ فقط، ويقفلُ بابُ الترشيحاتِ. وحتى اليومَ، لا بشائرَ تلوحُ في أفقِ الانتخاباتِ…
فحتى الآنَ، أعدادُ المرشحينَ تبقى دونَ المستوى.
والغالبيةُ همْ "أهليّة بِمحليّة" من جماعةِ السلطةِ.
وبالتأكيدِ، عندما يصنعُ هؤلاءُ قانونَ الانتخاباتِ على القياسِ، وعندما ينسِّقونَ الخطى والخططَ، ويتحالفونَ في اللوائحِ،
وعندما يُسيِّرونَ الماكيناتِ "المؤلَّلةَ"، وتكونُ في خدمتهمْ أجهزةٌ ومؤسساتٌ، فهلْ نستغربُ نتائجَ الانتخاباتِ؟!
في المقابلِ، ماذا تفعلونَ يا ابناءَ "الثورةِ" والمجتمعِ المدنيِّ، سوى أنكمْ غارقونَ في النقاشاتِ حولَ جنسِ التحالفاتِ والبرامجِ،
وسوى أنكم تتنافسون فيما بينكم؟
***
مع الأسفِ الشديدِ، انتخاباتُ 2022 تُقرأُ من عنوانِها.
وإذا جرتْ، فستكونُ عملياً بينَ الجائعينَ للسلطةِ والجائعينَ للرغيفِ…
انتخاباتٌ عجيبةٌ غريبةٌ مُريبةٌ… لا مثيلَ لها حتى في مجاهلِ الكوكبِ...
انتخاباتٌ لا سنترالَ فيها ولا انترنتْ ولا كهرباءَ، انتخاباتٌ "على الفحمِ"، وسوداءُ كالفحمِ، إذا صحَّ التعبيرُ...
انتخاباتٌ لا "تَنَكَةَ" مازوتٍ تُدفِّئها، ولا يُحرِّكها غالونُ بنزينٍ...
انتخاباتٌ ليسَ فيها شمعةٌ ولا حتى "بابورُ كازٍ" لأنَ أفسدَ الفاسدينَ وضعوا اليدَ على كلِّ شيءٍ يشتعلُ…
وليسَ فيها، حتى، منقوشةٌ بالزيتِ الأوكرانيِّ والزعترِ البلديِّ أو الحلبيِّ، لأنَ منظومةَ الفسادِ إياها ابتلعتْ كلَّ ما يؤكَلُ …
***
إنها انتخاباتُ السباقِ ما بينَ الموتِ والموتِ،
ما بينَ الموتِ جوعاً، أو الموتِ مَرَضاً، أو الموتِ إذلالاً، أو الموتِ بكلِّ الميتاتِ في آنٍ معاً…
فاستفيقوا يا أيها النائمونَ،
استفيقوا يا أيها العائشونَ بأحلامِ اليقظةِ،
واعرفوا أن الطريقَ إلى تحقيقِ الأحلامِ ليستْ مزروعةً بالورودِ، وليسَ فيها مكانٌ للأنانيةِ وتَرَفِ الشخصانياتِ...
لبنانُ يُناديكمْ إلى الفرصةِ الوحيدةِ الباقيةِ للحياةِ، فكونوا على قدرِ المسؤوليةِ والتحدِّي.
لا تنتصروا لأنفسكمْ، بل انتصروا للبنانَ.
فهكذا يكونُ الانتصارُ دائماً وحقيقياً.
إنها مسألةُ أيامٍ، فلا تتلكأوا ولا تتأخَّروا، ولا تُضيِّعوا فرصةً لن تتكرَّرَ!