#الثائر
ترأس الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي بيار نجم قداسا احتفاليا في عيد مار أنطونيوس الكبير، في كنيسة دير سيدة اللويزة بزوق مصبح، عاونه فيه لفيف من الكهنة.
نجم
بعد الإنجيل، ألقى نجم عظة تناول فيها "حياة ورسالة القديس الكبير"، وقال: "نعرف أن بين أنطونيوس والصحراء علاقة مميزة، فعندما نقول القديس أنطونيوس يجول في خاطرنا رهبان الصحراء والابتعاد عن العالم وأعمال التقشف والإماته والصوم والصلاة".
وأشار إلى أن "قرار القديس الكبير بترك هذا العالم لم يأت حبا بالصحراء والعزلة فقط، بل هو قرار تحرر. لقد تعب من الشقاء، الذي تولده الخطيىة"، وقال: "لقد كره الخطيئة وعشق الاتحاد بالمسيح وحده، فحمل ذاته وقرر التحرر من كل ما هو مادي وزمني في هذا العالم، راجيا أن يقدس ذاته، لا بل أن يقدسه المسيح عبر اتحاده بالله الأب القدوس الأعظم".
أضاف: "لم تكن الصحراء برمالها هي التي قدست أنطونيوس الكبير، إنما اختياره المسيح وكرهه للخطيئة وما نتج منهما من أسلوب حياة. إننا اليوم، لا سيما في لبنان، لا نحتاج إلى الذهاب للصحراء، لأنها أتت إلينا، فالتعب والوجع والشقاء والدموع وقسوة الحياة والجفاف الإنساني والروحي والعملي تملؤنا فراغا ونقمة واستسلاما، ويقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني إن مشكلة عالمنا اليوم هي أنه لم يعد يشعر بالخطيئة".
وتابع: "إن رسالة القديس الكبير لنا في عيده أن نكره الخطيئة ونرفضها في حياتنا، فمتى أحببنا المسيح نرى كم هي فارغة الحياة من دونه، فلا تحزنوا من الوضع الذي نعيشه، بل لنشكر الله على هذه الصحراء التي نمر بها علها تكون لنا فرصة للعودة إلى الذات والتخلي عن مسرات الدنيا ونترك الخطيىئة سعيا الي القداسة من خلال الصبر والصلاة والتسليم بالاتكال على سعي الله والاتحاد به".
وختم: "مهما كانت الصحراء التي نعيش فيها قاسية وشعورنا بجفاف الدنيا، سنقدس الزمان والمكان فينا. سنقدس صحراءنا، ولن نترك للظروف الثانية أن تفرض الموت علينا، بل سنحولها إلى حياة في المسيح لخلاص نفوسنا وخلاص إخوتنا ووطننا".