#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا استقالةَ للحكومةِ.لا استقالةَ لجورج قرداحي. لا حلحلةَ للوضعِ المتأزمِ مع الخليجِ. لا إنتاجيةَ للحكومةِ ولا أفقَ لحسمِ أيِّ ملفٍ خلافيٍّ لبنانيٍّ.
هذه هي خلاصةُ تطوُّراتِ الايامِ الماضيةِ، كلُّ من اجتمعَ بهم "النجيبُ العجيبُ" في غلاسكو طُلبَ منهُ الاستمرارُ بالحكومةِ لانَ الفراغَ قاتلٌ.
ولكن عملياً، أيُّ حكومةٍ يديرها نجيب ميقاتي العائدُ اليومَ بعدَ سلسلةِ لقاءاتٍ دوليةٍ عوَّضتْ ولو من دونِ مضمونٍ، غيابَ لبنانَ عن المحافلِ الدوليةِ لاكثرِ من ثلاثِ سنواتٍ.
***
يعودُ "النجيبُ العجيبُ" الى حكومةٍ عاجزةٍ مشلولةٍ باقيةٍ للصورةِ، ومن دونِ أيِّ إنتاجية .. يعودُ "العجيبُ" حاملاً نصائحَ بمحاولةِ ترقيعِ الوضعيةِ القائمةِ خشيةَ إنفلاتِ الوضعِ اكثرَ،
وإنهيارِ ما تبقَّى من تسويةِ ماكرون، الداخلِ الى انتخاباتٍ اساسها ومعيارها السياسةُ الخارجيةُ لفرنسا.
وزيرُ الخارجيةِ عبد الله ابو حبيب دعا السعوديةَ الى حوارٍ حولَ الازمةِ الراهنةِ، وكيف وإلامَ سينتهي هذا الحوارُ إذا وافقَ الطرفُ السعوديُّ عليهِ، ومن المستحيلِ ان يوافقَ؟
هل إذا التزمَ لبنانُ بشيءٍ...
هل هو قادرٌ على الايفاءِ بالتزاماتهِ؟
هل عبد الله ابو حبيب او الحكومةُ اللبنانيةُ او رئاسةُ الجمهوريةِ قادرونَ على الوفاءِ بالتزامٍ واحدٍ على مستوى منعِ التعرضِ لأمنِ دولِ الخليجِ، او تحريكِ عملياتٍ او تدريبٍ من لبنانَ؟
***
تدورُ السلطةُ اللبنانيةُ على نفسها في مقاربةِ الازمةِ الدبلوماسيةِ مع دولِ الخليجِ...
وتبدو وهي المحاصرةُ منذُ اليومِ الاولِ خليجياً، كمَنْ ينتظرُ الانفجارَ الكبيرَ حتى تتحركَ وتعيدَ النظرَ بكلِّ التركيباتِ الهزليةِ التي سبقتْ انتاجَ الحكومةِ.
نسيَ المعنيونَ ان من يديرُ البلدَ يديرهُ على قياسهِ وقياسِ احلامهِ ومشاريعه الصغيرةِ منها والكبيرةِ،
حتى ولو على حسابِ المؤسساتِ ودولةِ القانونِ وصورةِ الدولةِ المتحلِّلَةِ.
سيعودُ "النجيبُ" الى حكومةٍ معطَّلةٍ، والى بلدٍ ينامُ على جمرٍ تحتَ رمادٍ قد ينفجرُ في أيِّ لحظةٍ، وعلى إستحقاقاتٍ ليسَ آخرها طعنُ رئيسُ الجمهوريةِ بقانونِ الانتخاباتِ..
ستزدادُ الايامُ سوءاً للأسفِ وسيزدادُ وضعُ الناسِ فقراً وجوعاً. امَّا مَن في السلطةِ ففي ابراجهم يعيشونَ على دمِ الناسِ وجثثِ الناسِ!