#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا يمكنُ عزلُ ما يجري في الداخلِ منذُ ثورةِ 17 تشرين عن الغضبِ الخارجيِّ، لا بل النقمةُ الخارجيةُ على المنظومةِ السياسيةِ التي عاثتْ بلبنانَ فساداً منذُ اكثرَ من ثلاثينَ عاماً ...
لم يتوقف المجتمعُ الدوليُّ يوماً عن المطالبةِ بإصلاحاتٍ سياسيةٍ وماليةٍ واقتصاديةٍ، ولم ينقطعْ يوماً عن إرسالِ اشاراتٍ قاسيةٍ بعدةِ طرقٍ لتصحيحِ التمثيلِ عبرَ إجراءِ انتخاباتٍ نيابيةٍ حقيقيةٍ تُوصلُ ممثلينَ حقيقيينَ عن اراداتِ الناسِ الى الندوةِ البرلمانيةِ... والاَّ كيفَ يُفهمُ حركةَ الاحتضانِ الدوليةِ الواسعةِ لمطالبِ الثوارِ والتغطيةِ الاعلاميةِ الكبيرةِ دعماً للثوارِ ومطالبهم، الذينَ اولاً يريدونَ "قبعَ" المنظومةِ و"كلن يعني كلن"...
***
ولعلَّ إنفجارِ 4 آب وما أنكشفَ فيهِ من معطياتٍ تشيرُ بالوقائعِ الى حجمِ الاهمالِ الناتجِ عن إستهتارِ بعضِ من في المنظومةِ بمصالحِ الناسِ وبسلامتهم، ساهمَ الى حدٍّ كبيرٍ في تشريعِ الملاحقاتِ وكشفِ حجمِ الارتكاباتِ الناتجةِ عن الاستهتارِ...
كلُّ ما يجري بالاضافةِ الى إنكشافِ حجمِ الفسادِ والسمسراتِ في كلِّ الاداراتِ، فتحَ اعينَ الخارجِ الذي لهُ اساليبهُ في العلاجاتِ...
من هنا... هل ما جرى ويجري داخلياً وخارجياً سيجعلُ الخائفينَ من عزلهم يعملونَ كلَّ ما بوسعهم للاطاحةِ بالانتخاباتِ النيابيةِ تحتَ الفِ عنوانٍ وعنوانٍ؟
وهل الخوفُ من هذهِ العزلةِ للمنظومةِ خارجياً، والغضبُ الشعبي الداخلي سيجعلُ من القلقينَ على مستقبلِ حياتهم السياسيةِ يتهوَّرونَ بإفتعالِ مشاكلَ امنيةٍ او قضائيةٍ او قانونيةٍ او سياسيةٍ لتطييرِ الانتخاباتِ النيابيةِ التي بلا شكٍ ستطيحُ بهم،
خصوصاً بعدَ المحاولاتِ الجاريةِ لتنظيمِ المعارضاتِ وتوحيدِ صفوفها في لوائحَ موحدةٍ تحضيراً لخوضِ الاستحقاقاتِ الانتخابيةِ؟
***
أيُّ مستقبلٍ ينتظرُ البلادَ في المرحلةِ المقبلةِ، وكيفَ يتفاعلُ "النجيبُ العجيبُ" مع تطوُّراتِ العزلِ الداخليِّ لحكومتهِ التي إنكشفتْ على العجزِ والافخاخِ ومع العزلِ الخارجيِّ الآتي،
تحتَ الفِ عنوانٍ وعنوانٍ ولعلَّ أبرزها ما قد يتمُ بعدَ عشوائيةِ مقابلةِ وزيرِ الاعلامِ جورج قرداحي والغضبِ الخليجيِّ حيالهُ...