#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اليومُ الاول من تشرين الاول ...إنه شهرُ إندلاع إنتفاضةِ 17 تشرين.
والسؤالُ في الذكرى الثانيةِ،
كيفَ تقبلونَ بأن يكونَ احدُ رموزِ مسبَّباتِ الأنتفاضة جالساً في السرايا؟
إن أحدَ أكبرِ إخفاقاتِ الأنتفاضةِ أن يكونَ نجيب ميقاتي رئيساً للحكومةِ ، وهو احدُ "اعتى رموزِ" المنظومةِ واستفادَ من عطاءاتِ " زمنِ البحبوحةِ":
من إحدى شركتَي الهاتف الخليوي إلى حقيبةِ وزارةِ الاشغالِ إلى مرتينِ رئيساً للحكومة ، والآنَ المرةُ الثالثةُ، إلى " سخاءِ " القروضِ المصرفيةِ القانونيةِ ولكنْ لا تُعطى لِمنْ هُم قادرونَ على شراءِ المصرفِ الذي أخذوا منهُ القرضَ .
***
" نحنا ما إلنا بنجيب الثالث "، نحنُ تعنينا إنتفاضةُ 17 تشرين ،
فهل يُريحكمْ نجيب ميقاتي ؟ هل هذا هو الأداءُ الذي انتظرتموهُ على مدى سنتين ؟
بماذا تختلفُ هذهِ الحكومةُ عن حكومةِ سعد الحريري التي استقالت إثرَ الأنتفاضةِ؟
بماذا تختلفُ عن حكومةِ الرئيس حسان دياب التي استقالتْ إثرَ إنفجارِ مرفأِ بيروت ؟
حكومةٌ تقليديةٌ اختارتها خمسةُ مراجعَ،
الاعتمادُ على رئيسِ الحكومةِ الذي يُريحُ كلَّ المراجعِ،
مع الأسفِ الشديدِ ، ما هكذا تُستعادُ الثقةُ.
المشكلةُ يا دولةَ الرئيس أنَ "صيتك سابقك" :
الصدقُ، الصدقُ، الصدقُ...
لا تستطيعُ ان تقولَ شيئاً ، وتراهنُ على ان الشعب "طَبْعو نسَّى"!
لا يا دولةَ الرئيس ، الشعبُ لا ينسى شيئاً خصوصاً القضايا التي توجِعهُ وفي طليعتها سرقةُ أموالهِ ، وهي سرقةُ العصرِ ، حتى ان صندوقِ النقدِ الدوليِّ صنَّفَ الإنهيارَ اللبنانيَّ بأنه الأسوأُ عالمياً منذ عام 1850 .
***
نعودُ إلى إنتفاضةِ 17 تشرين :
انتمْ امامَ حكومةٍ لا طعمَ لها ولا لونَ ، وامامَ رئيسِ حكومةٍ " كلَّ يومٍ بلونٍ " ،
وامامَ ملفَّاتٍ عالقةٍ ومتراكمةٍ ، وكلُّ ما ستفعلهُ الحكومةُ هو ان تحاولَ تجديدَ الحياةِ النيابيةِ من خلال تركيبِ " لوائحِ سلطةٍ " تحاوِلُ إيصالها لتكونَ مؤثِّرةً وفاعلةً في الاستحقاقِ الذي يلي الاستحقاقَ النيابيَّ ، أي الاستحقاق الرئاسي .
يا شعبَ إنتفاضةِ 17 تشرين ،
إسالوا دولتهُ ماذا سيفعلُ لوقفِ نزيفِ الهجرةِ المتسارعةِ ؟ هل بلغهُ أن الأمن العام يتقدَّمُ إليه 8000 طلبَ جوازِ سفرٍ يومياً، فيما قدرتهُ يومياً هي إنجازُ 3000 جوازِ سفرٍ فقط ؟
وهل بلغهُ ان رحلاتٍ سريَّةً من شواطئِ لبنانَ إلى شواطئِ قبرص واليونان وتركيا ، بكلفةِ 2500 دولار، "المهم الخروجُ من لبنان"؟
***
من جهتي ، ما عليَّ سوى القولِ:
رئيسُ الحكومةُ مُخدِّرٌ للأهدافِ والطموحاتِ ، فلا تضيِّعوا الوقتَ في الرهانِ عليها وعلى إمكانِ ان تحققَ شيئاً.
بالاضافةِ الى لا فلسَ آتٍ،
دونَ إصلاحاتٍ جذريةٍ، و"من يجرؤُ" عليها حتماً، ليسَ دولةُ الميقاتي...