#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لانها اولاً واخيراً حكومتكم العتيدةُ، من الوزراءِ والنجومِ الجدُدِ،
وأيُّ "تفلُّتٍ" بالتصاريحِ وإن كانتْ فعلاً نافعاً ومضحكاً،
فهو نتاجُ إختياركم المتقَنِ.
إنما والحقُ يُقالُ ، فإن بعضَ التصاريحِ اراحتنا من تُخمةِ الجدِّ للجدِّ، مع الإفلاسِ والإنهيارِ والهدرِ والفسادِ، ومحوِ ما يُسمى في البلادِ ذاتِ الطابعِ الحضاريِّ :
" الكهرباءُ" اولاً... على كلِّ حالٍ، طبعُ اللبنانيِّ "نسَّا" الى أن اتت قوافلُ الصهاريجِ من الشمالِ الشرقيِّ إلى البواخرِ غرباً والتي تنتظرُ في عرضِ البحرِ للتفريغِ بالتزامنِ مع رفعِ الدعمِ.
مع مجيءِ المحروقاتِ، لا علمَ لنا ولا يقينَ الى متى تكفينا،
لكنَ الأكيدَ أن الاعتماداتِ مفتوحةٌ من جنى اعمارنا ومدَّخراتِنا في مصرفِ لبنانَ،
والآتيةُ من ايرانِ طبعاً ليستْ هبةً إنما على السعرِ 8000 وهو السعرُ المتداولُ للدولارِ .
يُقالُ ان الدفعَ،وهنا العجبُ بفريش دولار،
هذا المواطنُ المرهقُ من طرابلس مدينتكم، هل معهُ فريش لدفعِ ثمن كم ليترٍ من المازوتِ،
أم ستتكفلوا دولتكمْ بكلِّ ابناءِ طرابلس،
وحبذا لو تأتونا ايضاً بالفريش... حتى ندفعَ فريش..!
***
حسناً نكتفي بهذا الشأنِ المضنيِ، فالمثلُ اللبنانيُّ القديمُ:"قديش صرلك بالقصر، قال له: من مبارح العصر".
نتساءلُ أينَ ثورةُ 17 تشرين التي أنتفضتْ على زيادةِ 7 سنتٍ اضافيةٍ على خدمةِ الواتس اب،
أينَ هي اليومَ،مع الغلاءِ الجنونيِّ لكلِّ الاسعارِ حتى وصولنا الى حكومتكم "الغريبةِ العجيبةِ".
***
ولم تعدْ للثورةِ إنتفاضةٌ ، لا على تحليقِ الدولارِ ولا على هبوطهِ بسرعةٍ قياسيةٍ .
كلُّ ما يجري وسيجري فوقَ طاقتنا الذهنيةِ، وعلمنا في هذهِ المناوراتِ والخزعبلاتِ .. لكم الحكْمُ والتحكُّمُ.
وما علينا الاَّ الصبرُ والصمودُ،
والاستمتاعُ بما ستعانونَهُ، انتم مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ،
ومتطلباتهِ الصعبةِ من وقفِ الهدرِ الماليِّ إلى إعطاءِ الاولويةِ للاصلاحاتِ اولاً،
بعدها تأتي القروضُ، لتقضيَ على ما تبقى من روحنا وجيوبنا،
***
مهمتكم التي أردتموها بِشغَفٍ،
هي حافلةٌ بالمطبَّاتِ والعوائقِ، ولا ننسى جهنماً تتأجَجُ تحتكمْ.
والصعودُ الى ملامسةِ سطحِ الارضِ الملتهبةِ، والشعبُ ماشي "حافي على النارِ".
فيما انتم منتعشونَ، على إيقاعِ طبولِ دولاراتكمْ،
فسِيَانِ عندكمْ، مَن يُسمَّونَ بالمودعينَ.
على فكرةٍ:
هل ستصطفونَ وراءَ قانونٍ معجَّلٍ بإستعادةِ الاموالِ المنهوبةِ أم تعجقوننا لتنسونا مصيبتنا؟
المهمُ ليسَ ان تنالوا الثقةَ بالحكومةِ، بل الأهمُ ثقةُ الناسِ! ومَن ثمةَ المجتمعِ الدوليِّ.
طبعاً السؤالُ الذي يَطرحُ نفسهُ: مَن سيُحاسِبُ مَنْ؟
وهل سمعنا احداً حاسبَ "شلَّةَ الفاسدينَ"؟