#الثائر
أثارت الصورة التي نشرها وئام وهاب على حسابه على تويتر مع الرئيس السوري بشار الاسد ، خلال زيارة وفد درزي إلى سوريا، عدة تساؤلات عن وجود المحامي طارق جمال في أقصى الصورة إلى اليمن، خاصة أن جمال كان قد أطل على الإعلام سابقاً في مرات عديدة، مدّعياً أنه أحد محامي الثورة .
وكان جمال قد سوّق نفسه من بين داعمي لائحة «النقابة تنتفض» في انتخابات نقابة المهندسين، وعن زيارته لدمشق أوضح جمال: أنه زارها بصفته نائباً لرئيس جبهة النضال الوطني طارق الداوود .
ليس جمال وحده أو زميله واصف الحركة ، فكان قد سبقهم على الطريق، المتحدث باسم ثوار عاليه عصام شرف الدين، مرشح الامير طلال أرسلان لتولي حقيبة المهجرين في الحكومة المقبلة. كثيرون تسلقوا الثورة لغايات شخصية ومآرب خاصة، ومنهم من كان وما زال ينتمي إلى أحزاب سياسية؛ كالشيوعي، والبعث ، والقومي، وغيرهم، ولم يحصلوا على مناصب في الدولة، ويحاولون الآن تجربة حظهم عن طريق امتطاء الثورة.
وهذا أكثر ما أساء إلى الثورة والثوار
انطلقت الثورة بصدق، وطالبت بإحداث تغيير حقيقي، وتطوير النظام اللبناني، بما يتماشى مع طموحات اللبنانيين، خارج حواجز الفصل المذهبي والمحاصصات، ومحاسبة الفاسدين والسارقين وناهبي المال العام .
لم تنجح الثورة في تحقيق أهدافها لعدة أسباب، ويبدو أنه من أبرز تلك الأسباب، دخول بعض الباحثين عن مناصب ومكاسب شخصية إليها، فتشتت الثورة وانكفأ عنها قسم كبير من المثقفين، بعد أن ظهر وجود المندسّين، وفشل الذين قدموا أنفسهم كبديل للطبقة الحاكمة في إقناع المواطنين، لا بالسلوك الوطني، ولا بقدرة فكرية تؤمن الحد الأدنى من التغيير والإصلاح المنشود .
لم يبدأ مسار التغيير ولا الثورة في ١٧ تشرين كما يعتقد البعض ولن تنتهي مع بعض المتطفلين عليها . فهذه ثورة قادها رجالات عظام في لبنان منذ أكثر من سبعين عاماً وخاضوا محطات نضالية سقط فيها العديد من الشهداء الأبطال ومن يتنكّر لذلك هو جاهل أو حاقد وسيسقط على الطريق، ولن يبقى سوى الأوفياء ، ولن يبني الوطن إِلَّا أبناؤه المخلصون.