مقالات وأراء

الطعنة من الخلف!

2021 آب 24
مقالات وأراء

#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "

«هيهات منّا الذلة» قالها الحسين في وجه ظُلّامِه وأعدائه، وردَّدْها اللبنانيون في وجه العدو الإسرائيلي لسنوات . لكن هذا الشعار خَفَتَ وغاب اليوم عن أفواه اللبنانيين، وحتى في مجالس عاشوراء .

غاب لأن الطعنة اليوم جاءت إلى اللبنانيين من الخلف وليس من عدو غاشم.

الطعنة جاءت من حاكم فاسد، سرق بالتواطئ مع أصحاب المصارف ودائع المواطنين، ونهب المال العام، وبذّر أموال الدولة، واستباح دستورها وقوانينها، وسخّر قضاءها وأجهزتها في خدمته وخدمة عائلته وحاشيته.

الطعنة جاءت من تاجر محتكر باع ضميره بسعر الجملة، ومهرّب خائن باع وطنه وشعبه بحفنة دولارات.

الطعنة جاءت من نائب ووزير خبّأ المازوت والبنزين بعشرات الأطنان ليتنعم بها، بينما المواطن يُذَلُّ في طوابيرَ على محطات الوقود لساعات ، وأمام الأفران التي أقفلت أبوابها، فبات الحصول على ربطة خبز هاجس رب العائلة ليسد جوع أطفاله .

الطعنة جاءت من حاكم لا يخجل من القول لشعبه بأنه سيقوم بالاصلاح، فيما هو يعلم أنه قاد البلاد إلى التهلكة والخراب، وما زال يُمعن في تعطيل الدولة للحصول على حقيبة وزارية أو وزير.

الطعنة جاءت من نائب لا يُمثّل شعبه، هرّب أمواله إلى الخارج ومنح أولاده جنسية بلد آخر .

الطعنة جاءت من مسؤول عن حماية الوطن وحدوده، لكنه تقاعس عن واجبه فباتت الحدود مشرّعة للسرقة والتهريب

وإدخال النترات وتفجير قلب بيروت.

الطعنة جاءت من قاضٍ خان قسمه واستنكف عن ملاحقة المجرمين وإحقاق الحق، ورهن نقسه للسياسيين وشاركهم في الفساد.

الطعنة جاءت من مصرفي تآمر مع صاحب المصرف مقابل رشوة صغيرة، للتغطية على سرقة أموال المواطنين.

الطعنة جاءت من حاكم مؤتمن على النقد الوطني، فشرّع خلافاً للقانون، وهدر بشكل عشوائي عشرات مليارات الدولارات من مصرف لبنان، وتآمر مع المتلاعبين بسعر صرف العملة الوطنية حتى أصبحت قيمتها في الحضيض.

الطعنة جاءت من الدولة لموظفيها فجعلت رواتبهم الأدنى في العالم ليصبحوا عاجزين عن امتلاك أبسط مقومات العيش.

الطعنة جاءت من سياسي رَهَنَ بلده للخارج و هان عليه شعبه، فباعه في سوق النخاسة لخدمة مصالح الآخرين.

والأسوء من كل ذلك أن الطعنة جاءت مِمَّن اِئْتَمَنَهُم الشعب على نفسه والوطن، فقتلوا الشعب وباعوا الوطن.

«هيهات منّا الذلة» نُردّدها في ساحات الوغى!!!

لكن طعم الذلة بات علقماً في فم كل مواطن لبناني يحتاج إلى دواء أو رغيف خبز أو تعبئة سيارته بالوقود، والذلة طعمها أكثر مرارةً لأنها جاءت من المؤتمنين على الوطن .

لبنان لم يعد وطناً ولا حتى ملجأً لشعبه لأن حكّامه ليسوا سوى جماعة لصوص.

فمَن يُذِلّ شعبه لا يستحق سوى صفة خائن وعقوبة الإعدام.

الدولة تجعل البلد وطناً عندما تؤمّن حياةً كريمةً لشعبه.

وإلّا فهي تبقى سُلطةَ قهرٍ غريبة عنه ، والشعب يبقى في غُربة داخل أرضه.

اخترنا لكم
التسوية مستبعدة!
المزيد
برّي: لا أعرف هل تمدّد حركة أمل لقائد الجيش؟
المزيد
تعميم قضائي يتيح الإفراج عن 1200 موقوف
المزيد
تحذيرات “جبلية” من سماسرة بيع الممتلكات
المزيد
اخر الاخبار
الأعراض الرئيسية لنوبات الهلع
المزيد
طقس خريفيّ متقلب لأيّام عديدة واحتمال تساقط الأمطار
المزيد
«لوياك» تعلن الفرق المشاركة في «الكويت للمسرح الثنائي»
المزيد
ما أهداف إسرائيل من استهداف المدن اللبنانية ذات الثقل الشيعي؟
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
بيان تمهيدي لبعثة الجامعة العربية: الاقتراع جرى إلى حد بعيد في نطاق احترام مقتضيات القانون والأنظمة
المزيد
تفجيرات القرم.. هل تفتح على أوكرانيا "أبواب الجحيم"؟
المزيد
غادة عون: كفى تهشيمًا وتجريحًا بالقضاة الأوادم
المزيد
وئام وهاب: عنا كم مجنون بستغرب كيف بتستضيفهم الشاشات!
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
هل تحرّك تفجيرات العدوّ الفوالق الزلزالية؟
الأرض تتعرض لعاصفة مغناطيسية
اكتشاف حفريات ديناصور على جزيرة نائية
دراسة تحذيرية.. مضاد حيوي يؤدي إلى ظهور بكتيريا غير قابلة للعلاج
تحمي القلب وتبطئ شيخوخة الدماغ.. فوائد مذهلة لفاكهة لذيذة
القطاع الزراعي في أزمة والترشيشي: الخسائر تتزايد نتيجة تدهور الوضع الأمني