#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عند الكتابةِ من الواجبِ ان نقرأَ ونبحثَ ونتمعَّنَ بالرأي الآخر، وحذفِ كلِّ ما نراهُ، الاَّ نقطةُ املٍ.. للناسِ.
من هذا المنطلقِ، إتصلتُ بصديقٍ كبيرٍ لبنانيٍّ وطنيٍّ، عليمٍ وعالمٍ بالسياسةِ اللبنانيةِ والشرقِ اوسطيةِ والعالميةِ، وضليعٍ في الاستراتيجياتِ العصريةِ.
ورغمِ كلِّ هذا الكمِّ والزَّخمِ العلميِّ، سألتهُ سؤالاً:
الى متى؟
اجابني بجملةٍ موجزةٍ:
نحنُ امامَ مرحلةٍ انتقاليةٍ ، القرارُ صدرَ،
ومَن طابع الحشريةِ الصحفيةِ سألتهُ:
كيفَ ومتى؟
اجابني وكأنهُ لا يريدُ مزيداً من الأخذِ والعطاءِ:
حتى ايلول القادمِ!
وجالَ برأسي لمَ ايلولُ؟
إذ ايلولُ شهرُ فتحِ المدارسِ والجامعاتِ وحاضناتِ الاطفالِ والتسجيلِ للعامِ القادمِ.
***
بقدرةِ قادرٍ "عمَّمْتُمْ الجهلَ" على الوطنِ، فاصبحَ العلمُ ترفاً،ومن الرخاءِ والكمالياتِ المكلِّفةِ جداً وباهظةِ الثمنِ،
بالتفصيلِ المُملِّ، نهبتمْ خزينةَ الدولةِ واموالَ المودعينَ، سواءٌ بالدولارِ الاميركيِّ او بالليرةِ اللبنانيةِ.
حتى اصبحنا بفضلكم من دونِ كهرباء،
فكيفَ يتمُّ التعليمُ والدرسُ بنظركمْ الرفيعِ، في القرنِ الواحدِ والعشرين في المدارسِ والجامعاتِ، على ضوءِ الشموعِ؟
***
اتدرونَ كم اصبحَ سعرُ الاقساطِ ؟ او من العيبِ والعارِ ان تتكلموا بالسعرِ؟
تدني الليرةِ اللبنانيةِ ضاعفَ الاقساطَ الى ما فوقَ العشرةِ اضعافٍ .
و"بفطرتكم"حدَّدتمْ السحوباتِ من المصارفِ شهرياً بــ 5000 دولار على سعرِ صرفٍ 3900 فكيفَ تدفعُ الاقساطُ الجامعيةُ بالدولارِ الاميركي؟.
حتى الاساتذةُ والمعلمونَ والاكاديميون وحتى كبارُ الاداريينَ، تدنَّتْ رواتبهم، الى عدمِ القدرةِ على تعليمِ اولادهم، فكيف لهم أن يخرِّجوا اجيالَ لبنانِ الغدِ؟.
وهمْ بالكادِ رواتبهم الاعلى تساوي 9 ملايينِ ليرةٍ ، هل يكفي لربِّ عائلةٍ للأكلِ والشربِ وكلِّ المستلزماتِ والى ما هنالكَ....
"بالاعيبكم" قطعتمْ المازوتَ واصبحَ "كافيارَ" البلدِ،
والاشتراكُ بالمولداتِ اصبحَ سعرهُ قدرَ "علبةِ سيكارٍ" تتبجَّحونَ بتدخينها "انتمْ الغلاظةُ وسماجةُ المجتمعِ".
***
نستذكرُ جملةَ السيدةِ الكريمةِ، عقيلةِ الرئيسِ المستقيل الاكاديمي:
"ليعملْ اولادكم، لا عيبَ، في المطاعمِ او في محطاتِ الوقودِ" .
الفُ يا ليتَ لو بقيتْ المطاعمُ تعجُ بروادها مثلَ السابقِ، قبلَ ان تأتي حكومةُ دولةِ الرئيسِ زوجكم،وتقفل معظمها.
كذلكَ أيُّ اعمالٍ في محطاتِ الوقودِ، وقد اصبحتْ لشركاتٍ "محظيةٍ" بالتزويدِ!
***
نعم، جِهالٌ وتريدونَ تعميمَ الجهلِ!
يقولُ المثلُ: اطلبْ العلمَ ولو في الصينِ ..
نقبلُ العلمَ اذا كانَ هناكَ كهرباءُ في مدرسةِ الثلاثةِ اقمارٍ التي تعلَّمَ فيها والدنا الغائبُ الحاضرُ سعيد فريحه لسنةٍ واحدةٍ، قبل ان يَتَيَتَّمَ، وبعدها فكَّ رموزَ الحرفِ على سنواتٍ بمفردهِ ، هل ستمدونَ هذه المدرسةَ بالكهرباءِ، وهي التي خرَّجتْ عبقرياً،
مع كلِّ الأسفِ من عدمِ التواضعِ.
هل الكهرباءُ متوفرةٌ في مدارسِ زقاق البلاط مثلاً، او البسطا التحتا او الفوقا .
وما ينطبقُ على المدارسِ، كذلكْ الجامعاتُ، فهل ستتزوَّدُ بالكهرباءِ إن في شارع بلس، او في منطقة قريطم، او شارع مار نهرا وطريق الجديدة!
وما يسري على بيروت الكبرى، من ظلمٍ وظلامةٍ وعتمةٍ "بافضالكم"، كذلك يسري على البقاع والشمال والجنوب.
***
ما أن رنَّ في أذنكم، ان بعض الدولِ الصديقةِ ستحوِّلُ الى القطاعِ التربويِّ مبلغَ 800 مليون دولار،
حتى "فتحتْ عيونكم" على وزارةِ التربيةِ، "يا حرام على الجهلِ"، ومَن يؤمنُ بعدُ بكمْ، علماءَ الثقافةِ ؟
لن يأتيكمْ فلسٌ الاَّ ومعهُ مئةُ مراقبٍ ومراقبٍ للاطلاعِ على كيفيةِ صرفهِ، كيفَ،وأينَ،ولِمنْ؟
اساساً لا تحلموا قبلَ الاصلاحاتِ الجذريةِ!
***
دولةُ الرئيسِ المكلَّفِ وهو "شريككم الاقوى "،
علماً انه على طريقِ الاعتذارِ،
كما سبقَ وذكَّرنا في مقالينِ بتاريخ السبت 31 تموز تحت عنوان: من الآخرِ لا تأليفَ.
والمقالُ الثاني بتاريخ الاثنين 9/8/2021 تحتَ عنوان : "المكلَّفُ السادس" على طريقِ الاعتذارِ...
بانتظارِ اخرِ شهرِ ايلول، الذي طرفهُ "بالجهلِ مبلول".
لربما...