#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما نسمعهُ اسوأُ بكثيرٍ وقاهرٌ حتى العظمِ...
قاهرٌ أن يقولَ "فعلَ الندامةِ" دولةُ الرئيسِ الحريري، سابقُ العهدِ والزمانِ والمكانِ،
وقاهرٌ أن يقولَ اليومَ إنهُ اخطأَ حينَ مشى بالرئيسِ ميشال عون…
***
هكذا، بكلِّ بساطةٍ، تقولونها يا دولةَ الرئيس،
مع أنكم تقاسمتمْ المصالحَ على مدى ثلاثِ سنواتٍ،
كانَ شهرَ عسلٍ بالتكافلِ والتضامنِ بينكم... ومعكم.
والاسوأُ اليومَ، أنكم تَدعمونَ "المكلَّفَ الشفَّافَ"، وواثقونَ فيهِ!
إذاً، تُرى، كم مرةً تريدونَ أن تتلوا "فعلَ الندامةِ" في حياتكم دولةَ الرئيس الحريري،
الناسُ، في الحياةِ الطبيعيةِ، يتْلونَهُ مرةً واحدةً فيتعلمونَ وكفى…
***
ألم يكنْ الأجدى، يا دولةَ الرئيس، أن تُتلى آياتُ ندامتِكُمْ بعدَ المجزرةِ المروِّعةِ بحقِّ بيروتَ الحبيبةِ وأهلها، في 4 آب، وعلى جثامينِ 200 ضحيةٍ انسلخوا عن قلوبنا… و7000 مصابٍ، و300 الفِ مهجَّرٍ من منازلهم المحروقةِ أو المدمَّرةِ؟
لقد تأخرتمْ كثيراً على فعلِ الندامةِ …
***
فعلاً، "المكلَّفُ الشفَّافُ" يستحقُ كلَّ دعمكمْ،
أليسَ هو عموداً من أعمدةِ النادي، "نادي الرؤساءِ"؟
وقبلَ ان تعودوا الى "فعلِ الندامةِ" مرَّةً جديدةً، بل مرَّاتٍ،
نسألكم: هل تداولتمْ في النادي مثلاً بـ"كومبانيةِ" المازوتِ والبنزين؟
هل لاحظتمْ مثلاً، بمرورِ 25 عاماً على "ناديكم الشفَّافِ"، تحوُّلَ لبنان َمن بلدِ العلمِ والنورِ والثقافةِ إلى غابةٍ لا كهرباءَ فيها ولا طبابةَ ولا استشفاءَ، لا أكلَ ولا شربَ؟
هل تشعرونَ مثلاً بأولادنا الذين يَهربونَ من البلدِ بعدما صارَ صحراءَ تموتُ جامعاتها ومدارسها العريقةُ؟
هل تشعرونَ مثلاً مع الناسِ الذينَ نُهِبت مدخراتهمْ وصاروا جائعينَ مذلولينَ؟
وهل تعرفونَ أينَ تبخرتْ الأموالُ وطارتْ؟
تتفرجونَ علينا، وكُلكُم تحلِّقونَ بطائراتِكم الخاصةِ أو تُبحرونَ بيخوتكم الفاخرةِ للنقاهةِ والفرارِ من المسؤوليةِ، في فللكم ومنتجعاتكم خارجَ لبنان؟
***
كُلكُم، أوصلتمونا الى ساحاتِ الموتِ والفقرِ والعوزِ والهجرةِ وسلبِ اموالِ الناسِ...
فيا لبؤسنا، عندما تُقزِّزُنا تصاريحكم ،
تتعاملونَ مع الشعبِ اللبنانيِّ العريقِ الشريفِ الإنسانيِّ المثقفِ، الناجحِ بعرقِ جبينهِ، والرائدِ والمبدعِ في كلِّ دولِ العالمِ، كأنه شعبٌ في جنوبِ الصومال...
***
ماذا تريدونَ بعد؟
وعن ايِّ حكومةٍ تتكلمونَ، في ما بينكم، يا أهلَ "النادي"، ومَن يلفُ لفَّكمْ؟
هل تظنونَ أنكم ما زلتمْ قادرينَ على التعميةِ،
وطرحِ اسماءٍ للتمويهِ و"التستيرِ" على سنواتٍ وسنواتٍ من الفسادِ القاتلِ؟
***
إن كنتمْ "كُلكُم يعني كُلكُم" يا "اهلَ السلطةِ القديمةِ المتجدِّدَةِ" ابطالاً،
وإذا أردتمْ إثباتَ أنكم فعلاً اهلُ الحقِّ والعفةِ والمسؤوليةِ، فما عليكم إلا ملاقاةُ الشعبِ:
انزلوا في 4 آب الى مرفأِ بيروتَ واقرأوا هناكَ "فعلَ الندامةِ"، على مسرحِ الجريمةِ...
مع صاحبِ الغبطةِ والنيافةِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكليِّ الاحترامِ في القداسِ الذي سيقامُ على راحةِ أنفسِ الشهداءِ الابرارِ.
وهناكَ، واجِهوا اهاليهم المفجوعينَ، وتقدَّموا إليهم بالعزاءِ الحارِ علناً،
على إهمالِكمْ الذي عمرهُ 7 سنواتٍ…
إنزلوا يا ابطالَ الفسادِ ... و"لا داعي للهلعِ"!
واجلسوا في الصفوفِ الاماميةِ،
ولن يُصيبكمْ الاَّ ما كَتَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ لكمْ!