#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فِعلاً حرامٌ عليكم أن تَقطعوا إجازتهُ المريحةَ، حيثُ ينأى بنفسهِ عن مآسي البلدِ وعن أنينِ الفقراءِ من أبناءِ مدينتهِ…
هناكَ، يسترخي مستمتعاً "بِفَقْشِ" الموجِ، في جُزُرِ اليونانِ الأورثوذكسيةِ العريقةِ، على متنِ يَختهِ!
ولكنْ... اذا كانتْ القضيةُ قضيةَ تكليفٍ فعلاً، فلا بأسَ عندهُ اطلاقاً في قَطعِ الإجازةِ!
"مش لايقة" أن "يَكسُفَ بخاطرِ" الذينَ اختاروهُ،
ولو على جثامينِ ضحايا مجزرةِ العصرِ، في مرفأِ بيروتَ!
***
فكأنَ لا أحدَ في الميدانِ إلاّ "حدَيْدان"...
و"حدَيْدان"، ما غيرهُ، هو دولةُ الرئيسِ السابقِ والنائبُ الحالي، الذي أصبحَ مثلَ الحكايةِ:
كان يا ما كان في سالفِ العصر والأوانِ، وجهٌ آخرُ من الطبقةِ السياسيةِ إياها...
في أيِّ حالٍ، غالباً ما تظهرُ "الكمائنُ" في الدقائقِ الأخيرةِ… فلننتظرْ!
***
حتى كتابةِ هذهِ الكلماتِ،يبدو موقفٌ واحدٌ واضحاً ومحسوماً هو موقف "القوات اللبنانية"، فالدكتور سمير جعجع قال في مؤتمره الصحافي: لن نسمّيَ أحداً، والأولويةُ هي لانتخاباتٍ نيابيةٍ مبكرةٍ.
ولكن، وبمعزلٍ عن المواقفِ، فلنتذكَّر:
كلُّ تمثيليةِ الطبقةِ السياسيةِ تجري عشيةَ الذكرى الأولى للمجزرةِ الكبرى، في 4 آب!
فلا تحاولوا إثارةَ الغُبارِ والتعميةَ وتنفيسَ الغضبِ بتمثيلياتكمْ السياسيةِ المملَّةِ!
لقد كتبنا ونكرِّرُ،
أخترتمْ لرئاسةِ "حكومتَكمْ" واحداً من طبقَتِكمْ إياها،
لكنَّ أهالي الضحايا المفجوعينَ لن يوافقوا عليها ولن يمنحوها المشروعيةَ الوطنيةَ والأخلاقيةَ… ومعهم كلُّ مُكوِّناتِ الثورةِ، مجتمعةً!
***
هل تستطيعونَ أن تشرحوا لنا:
حكومتُكمْ الموعودةُ هذه، حكومةُ الطبقةِ السياسيةِ ، هل ستتسلَّمُ فعلاً زمامَ الأزماتِ الخانقةِ في البلدِ، وتوقفُ الجوعَ والوجعَ، وتُبلسمُ الجراحَ؟
وبماذا ستأتينا حكومتكمْ هذه؟
هل بشيءٍ، سوى المزيد من الفشلِ والعجزِ والإرباكِ والتقهقرِ؟
هل بشيءٍ، سوى الاستمرارِ الثقيلِ القاتلِ لمأساةِ وطنٍ دمَّرتموهُ عن سابقِ قصدٍ وتصوُّرٍ وتصميمٍ؟
هل بشيءٍ، سوى إفراغِ ما بقيَّ في خزينةِ الدولةِ...
والاستيلاءِ على القليلِ القليلِ الباقي مِن أموالِ المودعينَ، وحتى آخرِ ليرةٍ أو دولارٍ؟
***
في النهايةِ، بحكومةٍ أو من دونِ حكومةٍ، الأمرُ سيّانَ عندَ أهلِ الضحايا والشعبِ الحضاريِّ المكويِّ بنارِ جهنَمِكُمْ...
وفي قلبِ كلِّ أمِّ مفجوعةٍ حرقةٌ وغصَّةٌ!
سيتمُّ إحياءَ الذكرى، وستُتلى الصلاةُ على أرواحِ الضحايا، في القداسِ الذي "من المفترضِ" ان يرعاهُ صاحبُ الغبطةِ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكليُّ الاحترامِ،
وفي بلدِ الظُلمةِ والظَلامةِ، سنتذكرُ شهداءنا ونصلّي لهم… ومعنا العالمُ بأسرهِ،
وستشاركُ مئاتُ محطاتِ التلفزةِ العالميةِ في تغطيةِ إنفجارٍ يُضاهي بقوتهِ قنبلةَ هيروشيما،
وسيشاهدُ العالمُ مجدداً نعوشَ 200 ضحيةٍ،
استشهدوا بسببِ ميوعتكم وإهمالكم، أنتمْ كلُّ أركانِ هذهِ "الدولةِ العظيمةِ"،
أنتمْ الذينَ كنتمْ على علمٍ ويقينٍ بما يجري، ومنذُ 7 سنواتٍ...
***
أهالي الشهداءِ الابرارِ لن يكونوا وحدَهمْ، بل ستزحفُ معهم مجموعاتُ ثورةِ 17 تشرين، وتقفُ على خاطِرهمْ،
وستدركونَ يا اهلَ الظُلمةِ، معنى حُرقةِ القلبِ،
… ولن تُدركوا !
نقولها مِن الآخرِ: أمامَ رَمادِ الضحايا كُلُّكُمْ "غُبارٌ مُلَوَّثٌ"!