#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
"على القلمِ والورقةِ"، إليكم حقيقةَ ما يجري في هذهِ اللعبةِ الفاسدةِ، لعبةِ الانهيارِ النقديِّ واحتجازِ الودائعِ:
هل تعلمونَ أيها المواطنونَ الحضاريونَ، وأنتم تسحبون مِن ودائعكم المصرفيةِ، دفعةً تلو أخرى، على دولارِ 3900، فيما الدولارُ "الحقيقيُّ" يحلِّقُ في سماءِ الـــ22 ألفاً وأكثرَ، إلى جيوبِ مَنْ يذهبُ هذا الفارقُ المرعبُ؟
هل تعلمونَ ايها المواطنونَ البائسونَ، المقهورونَ، أن جميعَ المعنيينَ، المصارفَ التجاريةَ ومصرفَ لبنانَ والدولةَ برمَّتِها، يَخرجونَ من مآزقهم بفضلِ هذا الفارقِ؟
مثلاً، هل تعلمونَ أن هناكَ مصارفَ كانتْ على حافةِ الانهيارِ فانتعشتْ لأنها استفادتْ من ودائعكم وإنهيارِ الليرةِ؟
وهل تعلمونَ، أن المصرفَ المركزيَّ تمكّنَ من إنفاقِ أكثرَ من 16 مليارَ دولارٍ، خلالَ العامينِ الأخيرينِ، بسببِ إحتباسِ الودائعِ في المصارفِ؟
وهل تعلمونَ، خصوصاً، أن الدولةَ تتخلَّصُ من دينها العام، بفضلِ هذا الانهيارِ الذي تدفعونَ أنتم ثمنهُ من مدخراتِكم؟
***
إذا كانَ الجميعُ مستفيدينَ من احتجازِ الودائعِ، فهل تسألونَ لماذا يهربونَ من "الكابيتالِ كونترول" منذُ اليومِ الأولِ للأزمةِ، في خريف 2019؟
وإذا كانَ الجميعُ مستفيدينَ من الإنهيارِ، فهل تسألونَ لماذا تنهارُ الليرةُ دراماتيكياً، فيما السحبُ من ودائعكم باقٍ على دولارِ 3900، أي بـ15% تقريباً من سعرهِ الحقيقيِّ؟
وبصراحةٍ وحزنٍ وألمٍ عميقٍ، سقفُ الـ3900 لن يُرفَعَ إلاَّ عندما يتوقفُ الناسُ عن سحبِ ودائعهم. عندَ ذاك، سيُرفعُ السقفُ قليلاً لإغرائهم بالعودةِ إلى الـــ ATM.
ولكن، سيحلِّقُ الدولارُ مجدداً، ويواصلُ المعنيونَ لعبتهم… حتى آخرِ دولارٍ من آخرِ وديعةٍ.
وما هَمُّ هؤلاء، وقد هرَّبوا دولاراتِهم إلى مصارفِ الدنيا منذُ زمنٍ، وما زالوا…
***
"على القلمِ والورقةِ"، عندَ بدايةِ الأزمةِ، كانَ دَيْنُ الدَولةِ العامِ نحو 90 مليارَ دولارٍ. واليومَ، بالإنهيارِ النقديِّ، هبطَ إلى نحو 46 ملياراً.
والسببُ هو أن الدينَ بالليرةِ كانَ يقاربُ الـ60 ملياراً على دولارِ 1500 فصارَ اليومَ قرابةَ 4 ملياراتٍ لا أكثرَ!
وإذا تهاوتِ الليرةُ أكثرَ، فستتخلَّصُ الدولةُ من ملياراتٍ أخرى، فيما الناسُ سيخسرونَ ما بقيَ من مدخراتِهم…
***
إنها اللعبةُ الخبيثةُ: فهل نستغربُ لماذا يتمُ إلهاءُ الناسِ بالتعاميمِ والهندساتِ والوعودِ المعسولةِ؟
وهل نستغربُ لماذا التهرُّبُ من الاتفاقِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ؟
ولماذا يفاوضونَ الصندوقَ من أجلِ الحصولِ على 4 ملياراتِ دولارٍ أو 5،
مشروطةً بإصلاحاتٍ لا يريدونها، فيما هم قادرونَ على نهبِ 40 ملياراً و50 ملياراً إضافيةً من المُودعينَ، و"لا إصلاحٍ ولا مَن يُصْلِحونْ"!
***
ما مرَّت بتاريخِ العالمِ هندساتٌ،
لقتلِ الشعبِ الحضاريِّ، "كلنا يعني كلنا"،
"كُلُّهمْ يعني كُلَّهمْ"، بوطةٌ واحدةٌ، وافقوا على 3900 .