#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هذهِ المرةُ القصةُ " مش مزح " ... وباء كورونا لا يمزحُ ، يحتالُ على اللقاحِ أو يتحوَّرُ ليهربَ ويضربَ الصحةَ ، ولهذا باتَ إسمهُ المتحوِّرُ ، وكلَّما واجهَ لقاحاً كلَّما تحوَّرَ من جديدٍ .
احدثُ سلالاتِ الوباءِ المتحوِّرِ الهنديِّ الذي وصلَ إلى لبنانَ بسرعةٍ مخيفةٍ ، وبدأ ينتشرُ بسرعةٍ أكبرَ .
هنا على اللبنانيينَ أن ينتبهوا جيِّداً :
إن موجةً جديدةً من وباءِ كورونا تقضي على ما تبقَّى من القطاعِ الصحيِّ الذي هو في الأساسِ متهالِكٌ ويفتقرُ إلى أدنى مقوِّماتِ الصمودِ والبقاءِ ، فالمسألةُ لم تعدْ مسألةَ أدويةٍ ومستلزماتٍ طبيةٍ بل أخطرُ من ذلكَ بكثيرٍ:
مازوتٌ للمولِّدات ، فإذا لم يعد هناكَ مازوتٌ للمولِّداتِ، لا كهرباءَ في المستشفياتِ.
تصوَّر أيها اللبناني الحضاريُّ أن يكونَ هناكَ مريضٌ في مستشفى ، الحرارةُ في غرفتهِ تتجاوزُ الاربعينَ درجةً، وليسَ بالإمكانِ تأمينُ دواءٍ لهُ ،
فعن أيِّ حقوقِ انسانٍ يتحدثونْ، وكيفَ يصمدُ هذا المواطنُ بعدما جرَّدوهُ من كلِّ ما هو معنيٌّ بالعيشِ الكريمِ ؟
الصمودُ صعبٌ، ولم يعد الموضوعُ موضوعَ تشخيصٍ للأزمةِ بل اصبحَ التفكيرُ:
ماذا بعدُ ؟ وكيفَ الخروجُ منها ؟
***
بصراحةٍ ، لا احدَ يعرفُ كيفَ الخروجُ من هذهِ الأزمةِ ، لأنَ المتطلباتِ للخروجِ منها ليست بالأمرِ السهلِ على الإطلاقِ .
والواقعُ الصحيُّ ومعهُ الكهرباءُ ليستْ المعاناةُ الوحيدةُ التي يعانيها الشعبُ الحضاريُّ،
فهناكَ مشكلةٌ آتيةٌ على الطريقِ هي مشكلةُ الانترنت:
الإنترنت تحتاجُ إلى كهرباء، وحينَ يكونُ التقنينُ الكهربائيُّ إلزامياً ، ربما نصلُ إلى يومٍ يُصبحُ فيهِ تقنينُ الإنترنتْ إلزامياً أيضاً :
على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ ، اعتادَ الشعبُ الحضاريُّ على الإنترنت 24 ساعة على 24 خصوصاً في ظلِ جائحةِ كورونا التي ارغمتهُ على المكوثِ وقتاً طويلاً في منزلهِ ،
حتى ان الكثيرَ من الأعمالِ باتتْ تتمُ من المنازلِ على طريقةِ الاون لاين .
بهذا المعنى الإنترنتْ اهمُ من الكهرباءِ ، بإمكانِ المواطنِ ان يقرأ على الشمعةِ او على " اللوكس " لكن ليسَ بإمكانهِ تشغيلُ الإنترنت على الشمعةِ او اللوكس ، فماذا لو حصلَ " تقنينُ الإنترنت " ؟
ماذا سيحصلُ في هذهِ الحال ؟ كيفَ ستسيرُ الأعمالُ ؟
ماذا لو ان لبنانياً يعملُ مع شركةٍ خارجيةٍ ويكونُ في اجتماعِ zoom فكيفَ يتابعُ الإجتماعَ إذا انقطعت الانترنت ؟
***
ربما السلطةُ العظيمةُ لا تستعملُ، لا تعرفُ، ولا تدركُ،
حقيقةَ " جهنَّمِ التكنولوجيا " " الواصلينَ إليها "!؟
إن انقطاعَ الإنترنت هو قطعُ أحدِ الشرايينِ الاساسيةِ للحياةِ، فماذا تريدُ هذهِ السلطةُ بعدُ سوى دفننا ونحنُ احياءٌ.
الصراعُ الأليمُ ان السلطةَ الجاهلةَ والفاشلةَ والعاجزةَ، وعلى المدى المنظورِ، جاثمةٌ على عقولنا وقلوبنا وأيامنا وليالينا!!.