#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عملياً تثبتُ الساعاتُ والايامُ الماضيةُ خطورةَ ما وصلنا اليهِ وتنبئنا الاشاراتُ عن حجمِ الانهياراتِ المتتاليةِ التي سنشهدها في القريبِ العاجلِ من دونِ ايِّ ضوابطَ...
يقتربُ الشارعُ من الانفجارِ، ووحدهُ الجيشُ اللبنانيُّ و"باللحمِ الحيِّ" كما يُقالُ، في الواجهةِ فيما العسكرُ يئنُّ جوعاً وعطشاً وفقراً. وراتبُ أيِّ رقيبٍ لا يكفيهِ إيجارَ الطريقِ من والى الخدمةِ.. فكيفَ يستمرُ؟
المحزنُ كيفَ ان الجيشَ اللبنانيَّ وفي مواجهةِ الازمةِ الماليةِ التي يعيشها قررَ تسييرَ رحلاتٍ داخليةٍ بالهليكوبتر فوقَ لبنانَ مقابلَ مئةٍ وخمسينَ دولاراً عن كلِّ خمسةَ عشرَ دقيقةِ طيرانٍ...
فكرةٌ ذكيةٌ ولكنها في الوقتِ نفسهِ تُشيرُ الى حجمِ الضيقِ الذي تعاني منهُ المؤسسةُ.
***
في المقابلِ تذمر النوابُ بالأمسِ في الاونيسكو من إنقطاعِ المكيفاتِ عنهم والحرارةُ الشديدةُ في الداخلِ وهم ماذا؟ يشرِّعونَ من اجلِ الناسِ...
يشرِّعونَ... تمديداتٌ للاعفاءاتِ وللضرائبِ،
ويشرِّعونَ البطاقةَ التمويليةَ من دونِ آفاقٍ واضحةٍ حولَ آلياتِ التطبيقِ...
ثلاثةُ وتسعونَ دولاراً اميركياً، لا يُعرفُ كيفَ ستُصرفُ، وكيفَ ستذهبُ الى العائلاتِ اللبنانيةِ شهرياً.
تأمَّنَ جزءٌ من التمويلِ من البنكِ الدوليِّ فيما البعضُ الآخرُ والاعلى ينتظرُ قراراً سحرياً من مصرفِ لبنانَ على حسابِ اموالِ المودعينَ ايضاً...
ما هذا الذلُّ؟ وما هذهِ المسخرةُ؟
وما هذهِ الاهانةُ التي نسمعها ونحنُ نتابعُ اخبارَ التشريعِ..
ملياراتُ الدولاراتِ هُرِّبتْ وسُرِقتْ وملياراتُ الدولاراتِ هُدرتْ في المشاريعِ والمؤسساتِ الوهميةِ، واليومَ يأتونَ ليرشوا اللبنانيينَ بفتاتٍ آتٍ من المجتمعِ الدوليِّ...
أقلُّ ما يقالُ هنا: عيبٌ.. عيبٌ . والفُ عيبٍ.. الناسُ في الشارعِ تتقاتلُ على رغيفِ الخبزِ وعلى قارورةِ الاوكسجين خشيةَ موتِ طفلةٍ، وعلى تنكةِ بنزين وعلى قارورةِ غازٍ...
فيما تَرمي لهم "ماري انطوانيت" البسكويتَ المسمومَ.
هل يستحقُ شعبنا العظيمُ هذا الذلُّ؟ وهل يستحقُ شعبنا فذلكاتٍ وخزعبلاتٍ للحصولِ على اموالهِ المهدورةِ في المصارفِ شبهِ المفلسةِ حتى لا نقولُ المفلسةُ...
فقط من بابِ التوقُّعاتِ، انتظروا العددَ الكبيرَ من الحوادثِ داخلَ فروعِ المصارفِ لحظةَ بدءِ تطبيقِ تعميمِ الاربعمئةِ دولارٍ... وتوقعوا حجمَ التفسيراتِ للتعميمِ والتي ستجعلُ مئاتِ المودعينَ عاجزينَ عن الاستفادةِ من التعميمِ لألفِ سببٍ وسببٍ.. فكيفَ سيتصرفُ الناسُ؟
الا يستحقُ كثرٌ مِمَنْ اداروا البلدَ، اللعناتِ والنيرانَ تُسكبُ على رؤوسهم لأنهم حوَّلونا جميعاً شحَّادينَ في بلدنا؟ كيفَ قبلنا؟ وكيفَ نقبلُ؟
الأنكى ان لا احدَ يسألُ عنا، فيما اجتماعٌ ثلاثيٌّ فرنسيٌّ سعوديٌّ اميركيٌّ اكتفى بإرسالِ جرعاتٍ كلاميةٍ لا تطعمُ فقيراً ولا تداوي مريضاً ولا تروي عطشاناً..
كلماتٌ، كلماتٌ، كلماتُ تأثيرٍ من الخارجِ، فيما الداخلُ يعيشُ اوهامَ نظامٍ يتلاشى،
ودولةٌ فاشلةٌ ذاهبةٌ الى الفوضى وبشكلٍ ابشعَ بكثيرٍ من النموذجِ الفنزويلي..
لم يعد لدينا الاّ الصلاةُ... صح.. وربما نعمةُ الكتابةِ التي تُبلسمُ جراحاً، لكنها لا تطعمُ جائعاً في بلدٍ شعبهُ جائعٌ وعاصمتهُ مدمَّرةٌ وشوارعهُ معتَّمةٌ .
والأنكى... أنهم ينادونَ على السيَّاحِ والمغتربينَ للانقاذِ... أينَ هم؟ دلُّوني عليهم..