#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "**
رفض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مبدأ تسوية ما سُمّي ب (٣ ثمنات ) واعتبره مثالثة مقنّعة مرفوضة، وطالب بتسمية المسيحيين ل ١٢ وزيراً في الحكومة، معتبراً أن هذه هي الحصة المسيحية، وأكد أن خرق هذه القاعدة هو إخلال بمبدأ المناصفة الذي نص عليه الدستور.
لكن باسيل الذي حاول أن يلعب على موضوع المناصفة وحقوق المسيحيين، ارتكب هفوة بتسليمه أمر الحفاظ على هذه الحقوق إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فاستغلت القوات اللبنانية سقطة باسيل، وشنت عليه هجوماً إعلامياً معتبرة أن حقوق المسيحيين أمانة في أيديهم، ولا يقبل أي مسيحي حر تسليم الحفاظ عليها للآخرين.
أما عن طرح باسيل لموضوع الصلاحيات، فكان الرد من بكركي حيث سأل البطريرك الراعي، عن أي صلاحيات تتكلمون ؟؟؟ نحن لا نعاني من قلة الصلاحيات بل من قلة المسؤولية؟ ودعا الراعي إلى الكف عن المزايدات، والالتفات إلى مصلحة الشعب ومعالجة معاناته الحياتية . وفي نفس السياق قال النائب وائل ابو فاعور : أنه لم يعد مقبولاً كل الكلام عن الصلاحيات ، فمعيشة وكرامة المواطن اللبناني فوق الصلاحيات . وكان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل ، وفي ختام زيارته إلى لبنان حمّل القادة اللبنانيين مسؤولية عدم تشكيل الحكومة، معتبراً أن سبب التعطيل يكمن في مناحراتهم وخلافهم على السلطة.
ردت مصادر تيار المستقبل على كلام باسيل، فأوضحت للثائر بالقول: أن المناصفة لا تعني أن لا يُسمّي تيار المستقبل أو غيره وزراء مسيحيين، ففي لبنان يوجد أحزاب علمانية ممثلة في البرلمان، وتضم نواباً مسيحيين، ومن بينها كتلة تيار المستقبل، وكتلة اللقاء الديمقراطي، والحزب القومي، والحزب الشيوعي، وحركة أمل، إضافة إلى نواب مستقلين، وإن النواب المسيحيين في هذه الكتل يمثلون شريحة مسيحية واسعة، ومن حقهم أن يتمثلوا في أي حكومة كباقي المسيحيين ، ولا يمكن لباسيل والتيار الوطني الحر الغاء الأصوات المسيحية المعارضة له واحتكار التمثيل المسيحي.
أما في موضوع الأحجام فإن تكتل لبنان القوي يضم نواباً مسلمين أيضاً، وبما تبقّى له بعد خروج عدد من النواب يمثل الآن مع الطاشناق والحزب الديمقراطي (٢٥نائباً) فقط، وهذا يعني أن حصته في الحكومة يجب أن تكون أقل من خمسة وزراء وليس ( ٩ وزراء مسيحيين + وزير درزي) كما يطالب باسيل ورئيس الجمهورية الآن.
يبدو أن باسيل لقد أقفل بتصريحه أمس الباب نهائياً أمام التسوية الحكومية، وفتح معركة الانتخابات النيابية المقبلة. ولقد سربت مصادر التيار الوطني الحر أن الرئيس عون سيدخل قريباً وبشكل مباشر على خط التحضير للانتخابات النيابية.
لقد حذّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من صعوبة الأيام القادمة على اللبنانيين، ورغم أنه دعا الجميع إلى إجراء تسوية، اعتبر البعض أن كلامه موجّه أولاً إلى الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي بات يُنقل عنه أنه بانتظار الوقت المناسب لإعلان اعتذاره عن التشكيل، والتفرّغ لترتيب البيت السني، والإعداد للانتخابات النيابية القادمة .
قد يشهد لبنان في الأسبوعين المقبلين خطوات حاسمة، وصرح مصدر مسؤول للثائر: بأن مسألة اعتذار الحريري باتت محسومة، ويجري الآن في الكواليس البحث عن اسم بديل لتشكيل حكومة حيادية تدير الانتخابات ، شرط أن يحظى رئيسها بموافقة ودعم الرئيس الحريري . ولكن في الانتظار ما زال الدولار يحلّق صعوداً، خاصة في ظل التهديد المستمر برفع الدعم . والدواء مفقود من الصيدليات ، وأزمة الكهرباء والمحروقات إلى مزيد من التأزم ، وحتى ولو تشكَلت الحكومة غداً، فلن يكون من السهل الخروج من النفق، فالارتطام بات حتمياً ، والرهان الوحيد المتبقي هو في أن يتمكن الجيش من الحفاظ على الأمن، ويمنع الانهيار الكامل للدولة.
-** رئيس التحرير