#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا أحدَ من اللبنانيين ، او هكذا يُفترضُ ، ضدُ المبادرةِ الفرنسيةِ وضدُ زيارةِ وزيرِ خارجيتها جان إيف لودريان .
ليسَ على اللبنانيِّ إلا أن يشكرَ الجهودَ الفرنسيةَ:" أمنا الحنون " على جهودها، زارنا رئيسها مرتين ، وكانت الزيارةُ الثالثةُ على " الاجندةِ الفرنسيةِ " لو أن الطبقةَ السياسيةَ اللبنانيةَ تجاوبتْ مع الجهودِ الفرنسيةِ .
يتحركُ رئيسُ الديبلوماسيةِ الفرنسيةِ وكأنهُ " أمُّ الصبيِّ" :
يرفعُ الصوتَ ، يوبِّخُ ، يلوِّحُ بالعقوباتِ ، يهددُ بأسماءٍ ، فماذا يمكنُ ان يفعلَ ولم يفعل ؟
اليومَ وصلَ الجميعُ إلى نهايةِ الشوطِ فإما تشكيلُ حكومةٍ وإما الفوضى العارمةُ .
***
ولكن لنفترض أنه سيتمُ تشكيلُ حكومةٍ ، لنفترض السيناريو التالي :
ماذا لو الطبقةُ السياسيةُ الفاسدةُ، المعرقلةُ ، أهتدتْ وتوافقت على تشكيلِ الحكومةِ ، فماذا بعد ؟
هل ستسيرُ وفقَ الوتيرةِ ذاتها : بطءٌ في إعدادِ البيانِ الوزاريِّ وبطءٌ في التحركِ ؟
ماذا عن الإصلاحِ ؟ كيفَ ستُنجزهُ ؟
***
إذا كانت الحكومةُ ستُشكَّلُ فإنها بالتأكيدِ ستكونُ " حكومة لودريان" بامتيازٍ ، فكيفَ سيتابعها ؟
هل يُنشئُ مكتباً خاصاً بلبنان في " الكي دورسيه " ؟
هل سيكونُ لهُ مبعوثٌ خاصٌ مقيمٌ في لبنان لمتابعةِ كلِّ خطوةٍ تقومُ بها الحكومةُ على مستوى الإصلاحِ ؟
بصراحةٍ ، كان اللبنانيُّ يتمنى ان تنفِّذَ فرنسا وعيدها فتنشرَ أسماءَ الفاسدين ، هذا وحدهُ يُعتبرُ إنجازاً .
وأكثرُ من ذلكَ ، وحتى لو تشكلتْ الحكومةُ ،
لا يجوزُ وقفُ مسارِ كشفِ اسماءِ الفاسدين وملاحقتهم وإنزالِ العقوباتِ بهم والتي يجبُ ان تبدأ بأن يعيدوا المسروقَ .
***
لكن هذهِ المرة ، ممنوعٌ الحديثُ عن " عفا الله عما مضى " ويجبُ ان تَحُلَّ محلَّها " المحاسبةُ أكثرَ من أيِّ يومٍ مضى" !
لن تُفلتوا من العقابِ سواءٌ تشكلتْ حكومةٌ أم لم تتشكلْ . سواءٌ نجحتْ المبادرةُ الفرنسيةُ أم لم تنجحْ .