#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما هذا البلدُ ذو الحريةِ والسيادةِ والاستقلالِ، وعن أيِّ استقلالٍ نتكلمُ؟
ولا تشكيلَ حكومةٍ، هذا إذا شُكِّلتْ، الاّ بزيارةٍ لفرنسا الامِ الحنونِ.
لا يهمُّ الناسَ كثيراً أن ينتقلَ الرئيسُ المكلفُ إلى باريس ( وهو عادَ منتصفَ الليلِ إلى بيروت عائداً من دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ ) ، ولا أن ينتقلَ رئيسُ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل إلى العاصمةِ الفرنسيةِ ( وهو لا يزالُ في بيروت ).
همومُ الناسِ في مكانٍ آخر !
صحيحٌ أن جهودَ المديرِ العامِ للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مشكورةٌ ، وهو الذي زارَ باريس، وهو الذي تولى ترتيبَ إمكانيةِ اللقاءِ .
وصحيحٌ ان الرئيسَ الفرنسيَّ إيمانويل ماكرون ما زالَ يواظبُ ويثابرُ على إيجادِ مخرجِ للمأزقِ اللبنانيِّ.منذ زيارتهِ الأولى للبنانَ إثرَ الإنفجارِ الهائلِ في مرفأِ بيروت .
لكن " عنادَ وتعنتَ" وأستخفافَ الطبقةِ السياسيةِ اللبنانيةِ التي أحبطتْ ومازالت تُحبِطُ كلَّ هذهِ الجهودِ وكلَّ هذهِ المبادراتِ.
فهل يُعقَلُ بعدَ ثمانيةِ أشهرٍ على إنفجارِ المرفأِ وبعدَ ثمانيةِ اشهرٍ على استقالة حكومةِ الرئيسِ حسان ديابِ، وبعدَ أكثرِ من 170 يوماً على تكليفِ الرئيس سعد الحريري تشكيلَ الحكومة ، وبعدَ 19 اجتماعاً بينَ رئيسِ الجمهوريةِ والرئيسِ المكلفِ ، ألاّ يكونَ عندنا حكومةٌ ؟
***
هذا يربطُ التعثرَ بأسبابٍ خارجيةٍ وتحديداً بالازمةِ بينَ الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ وإيران على خلفيةِ تعليقِ الإتفاقِ النووي ،
وللمفارقةِ فإن العودةَ إلى طاولةِ المفاوضاتِ بين واشنطن وطهران تمت اليومَ في فيينا في مبنى واحدٍ ولكن ليسَ حولَ طاولةٍ واحدةٍ ، ويتنقلُ بينهما موفدونَ اوروبيون ،
وذاكَ يربطُ التعثرَ باسبابٍ داخليةٍ لها علاقةٌ بالإتفاقِ المسبقِ على رئاسةِ الجمهوريةِ بعد سنةً وستةِ اشهرٍ !
يا أهلَ السياسةِ القيَّمينَ على افلاسِ البلدِ وتجويعِ الشعبِ،
المفاوضاتُ بين واشنطن وطهران قد تمتدُ شهوراً ، والأنتخاباتُ الرئاسيةُ في لبنانَ بعدَ ثمانيةَ عشرَ شهراً ، فهل ستُبقونَ الشعبَ اللبنانيَّ رهينةَ كلِّ هذهِ المدةِ لتحققوا نهايةَ شعبٍ بأكملهِ؟
***
الشعبُ إنتفضَ ورفضكم، والمسألةُ مسألةُ وقتٍ لا أكثرَ ولا أقلَّ.
أنتم طبقةٌ سياسيةٌ انتهت مدةُ صلاحيتها ، وكلُّ المسألةِ مسألةُ وقتٍ .
ما يريدهُ الشعبُ اليومَ من العاملينَ على خطِ التسويةِ، هو التالي :
1- الإسراعُ في تشكيلِ الحكومةِ لأن الدولَ التي تَعِدُ بالدعمِ لا يمكنُ ان تُقدِّمَ فلساً واحداً إلاّ بعدَ تشكيلِ الحكومةِ، وبعدَ ان تُظهرَ الحكومةُ جدِّيةً في المباشرةِ بعمليةِ الإصلاحِ في كلِّ الإدارةِ اللبنانيةِ التي نخرها الفسادُ ، ولا يزالُ ينخرُ.
2- أما التحدي الاكبرُ فهو بعدَ شهورٍ معدودةٍ ، حينَ يبدأُ التحضيرُ للإنتخاباتِ النيابيةِ العامةِ، إن....
في ذاكَ الإستحقاقِ هناكَ التحدِّي الأكبرُ للشعبِ اللبنانيِّ وبصورةٍ أخصَّ لمجموعاتِ الثورةِ :
ماذا سيفعلون ؟ هل سينتظمونَ في لوائحَ وفي تنظيمِ الناخبين لتغييرِ الطبقةِ النيابيةِ؟
إذا فعلت مجموعاتُ الثورةِ هذهِ الخطواتِ، يكونُ البلدُ على الطريقِ الصحيحِ للإنقاذِ .
هذا هو التحدي الكبيرُ!