#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تكادُ جميعُ الدولِ أن تَنفُضَ يدها من السلطةِ المتحكِّمةِ بلبنان : غرباً وشرقاً ، جنوباً وشمالاً ...
ما حاجتهم إليها ؟ وما وظيفةُ الذين اوصلوا لبنانَ إليها ؟
عملياً لا شيءَ ، لم يعودوا يحتاجونَ الى تلكَ السلطةِ وبالتالي لبنانُ إلى لا شيءَ .
كلُ ما يريدونهُ أصبحَ عندهم ، واللبنانيُّ باتَ يجدُ في بلادِ اللهِ الواسعةِ ملاذاً لهُ على كلِّ المستوياتِ :
اللبنانيُّ في الخارجِ لم يعد بمقدورهِ العودةُ ليعيشَ في لبنانَ.
ولماذا يعودُ ؟
هل ليعاني أشدَّ المعاناةِ ليجدَ حبةَ دواءٍ ؟
هل ليجدَ بأمِ العينِ أن الخبزَ سيُباعُ قريباً بالرغيفِ وليسَ بالربطةِ ؟
هل ليجدَ الطوابيرَ أمام محطاتِ المحروقاتِ ؟
اللبنانيُّ في الخارجِ حسمها :
لن أعودَ إلى الجحيمِ ، وسأحاولُ قدْرَ المستطاعِ أن أُخرِجَ مَن أستطيعُ إخراجهُ !
***
لو كانت الكورونا تُسعِفُ ، ولو كانت التأشيراتُ متوافرةً ، ولو كان سعرُ بطاقةِ السفرِ مؤمَّناً ، لكنَّا رأينا معظمَ العائلاتِ أصبحت في الخارجِ " ومهما كانَ هذا الخارجُ "، يبقى افضلَ بالنسبةِ إلى العائلاتِ من العيشِ في هذا البلدِ الذي أصبحَ فعلاً جحيماً ، ولم تعد المسألةُ مسألةَ شعارٍ أو تسميةٍ أو توصيفٍ .
***
كلُّ يومٍ يُتحفوننا بكذبةٍ وبــ" لهوةٍ":
حيناً ان الحكومةَ اقتربتْ ولادتها .
حيناً آخر أن العقباتِ قد ذُلِّلَتْ .
أحياناً ان الإتصالاتِ العربيةَ والأقليميةَ والدوليةَ أفضت إلى تفكيكِ الألغامِ التي تُعرقلُ ولادةَ الحكومةِ .
وبعد كلِّ هذهِ " اللهوة "، نعودُ إلى المربعِ الاولِ ليكتشفَ الجميعُ إننا في حالةِ إحباطٍ لأن كلَّ جرعاتِ التفاؤلِ لم تكنْ سوى أوهامٍ لا أكثرَ ولا أقلَ.
***
تُريدونَ أن تعرفوا اكثرَ عن البلاءِ الذي يعيشُ فيهِ البلدُ ؟
راقبوا مسألةَ لقاحاتِ كورونا . أينَ أصبحت ؟ ما هي أعدادُ الذينَ تم تلقيحهم ؟ ماذا عن الشركاتِ التي عرضت استيرادَ اللقاحاتِ لتلقيحِ قطاعاتها وموظفيها ؟ ماذا عن تلقيحِ القطاعِ التربويِّ ، أين أصبحَ ؟
وزيرُ الصحةِ على هدوئهِ... فأين محاولاتُ الشركاتِ لاستيرادِ اللقاحِ ، والاسبابُ باتت معروفةً ، وثمةَ مَن يتحدثُ عن نيةٍ لحصرِ الإستيرادِ بالمحظيينَ والمنتفعين ، لماذا ؟
هل بهذهِ الطريقة تُعطى علاماتُ "حسنِ نيةٍ" تجاهَ الشركاتِ المصنِّعةِ؟ ألا تكفينا قلَّةُ ثقةِ الخارجِ بمؤسساتنا الرسميةِ ؟ على الأقلِ لنكنْ غيرَ فاشلينَ ولو في ملفٍ واحدٍ هو ملفُ اللقاحِ والتلقيحِ !
***
ماذا تريدونَ أكثرَ بعد ؟
المضحكُ المُبكي وضعَ وزير الطاقة ريمون غجر الرئيس ميشال عون "في جوِّ الضغطِ الذي نعملُ بهِ كي لا نصلَ الى العتمةِ الشاملةِ"، حيث و"البركة" إستنفدنا كلَّ الامكاناتِ، والحلُ بين ايدي النوابِ كوننا بحاجةٍ الى سلفةٍ ماليةٍ لشراءِ الفيول فوقَ الــ 40 مليار دولار،
ذهبت مع الريح، كي لا نصلَ الى "الظُلمةِ والظَلامِ".
سؤالٌ : باللِه عليكم من أينَ السلفةُ؟ّ!
نحنُ الشعبُ في بلدٍ مكبَّلٍ ومسْجونٍ، وكلُّ الاسئلةِ المحقَّةِ دونَ جوابٍ!
نَعرِفَكمْ "كلكم يعني كلكم" أهلُ السلطةِ "سجَّانو الشعبِ"!! .