#الثائر
حذر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر ، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور الوزيرة السابقة ندى البستاني ، من "خطورة ما وصل اليه قطاع الطاقة في لبنان، جراء عدم توافر الاموال اللازمة لشراء الفيول المطلوب لتتمكن مؤسسة الكهرباء من الاستمرارية وتأمين التيار الكهربائي للمواطنين".
ودق الوزير غجر ناقوس الخطر، مشددا على ان "لبنان قد يذهب الى العتمة الشاملة في نهاية الشهر الجاري في حال عدم منح مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة مالية لشراء الفيول، وما لذلك من عواقب كارثية على مختلف القطاعات، لا سيما الصحي والاستشفائي، في ظل الظروف الوبائية الحالية الناتجة عن جائحة "كورونا" واهمية تأمين الكهرباء بشكل دائم للمحافظة على جودة اللقاحات، إضافة الى تأثير العتمة الشاملة على الامن الغذائي والسلامة العامة كما على قطاع الاتصالات والانترنت".
وشدد الوزير غجر على ان "الحل يكمن في تحمل النواب مسؤوليتهم والتوقيع على قانون معجل مكرر لاعطاء مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة مالية، تمكنها من شراء الفيول لتأمين الحد الادنى المطلوب من الكهرباء".
غجر
وتحدث الوزير غجر الى الاعلاميين، فقال: "اطلعنا الرئيس عون خلال اللقاء على وضع الكهرباء ومخاطر عدم امداد مؤسسة كهرباء لبنان بالفيول المطلوب، ما قد يؤدي الى العتمة الشاملة في نهاية شهر آذار الحالي وتأثير ذلك على الامن الغذائي والصحي والوبائي وعلى السلامة العامة عبر زيادة السرقات، وسيؤدي طبعا الى مشكلة شاملة في الدورة الاقتصادية".
وقال: "يعلم الجميع مخاطر ومعنى ان يكون هناك بلد من دون كهرباء وماذا سيحصل جراء ذلك. نحن اليوم في القرن ال-21 ونتحدث عن عدم قدرة بلد مثل لبنان، بلد موصوف بقدرات ابنائه العلمية واقتصاده وتطلعه الى الخارج، غير قادر على تأمين الحاجات الاساسية، أي الكهرباء، المحرك الاساس لمختلف القطاعات. نحن اليوم أكثر من اي وقت مضى بحاجة الى الكهرباء وخصوصا في القطاع الصحي. فهل يمكن تصور مستشفيات من دون كهرباء؟ وأين ستصبح قيمة الفاتورة التي سيدفعها المواطن للمولدات التي قد تصل الى أكثر من قيمة اجره بشكل مضاعف او أكثر؟ فكل كيلوات ساعة لا ننتجه من مؤسسة كهرباء لبنان ندفع قيمته للمولد بسبب استعمال الديزل والمازوت بقيمة 30 % زيادة. وهذه المشكلة لا تقع فقط على عاتق المواطن، بل ايضا على مصرف لبنان الذي سيضطر الى تصدير دولار أكثر الى الخارج ليتمكن من دفع بدل المازوت. وبذلك نحن ندفع زيادة من الاموال الـfresh dollars للخارج لتأمين بدل المازوت، ويتحمل المواطن بذلك فاتورة اكبر بمقابل خدمة سيئة".
أضاف: "لقد وضعنا فخامة الرئيس في جو الضغط الذي نعمل به كي لا نصل إلى العتمة، واستنفذنا كل الإمكانات والسبل ووضعنا قيمة ال-1500 مليار ليرة في الموازنة العامة مع ملاحظاتنا عليه، وقلنا اننا بحاجة لمساهمة مالية، ونواب "تكتل لبنان القوي" قدموا قانونا مكررا معجلا من أجل إعطاء سلفة او مساهمة مالية لشراء الفيول، ونحن نصر على ان تكون مساهمة، لا سيما وأن مؤسسة كهرباء لبنان غير قادرة على سد قيمة السلفة المالية لاحقا لوزارة المالية".
وتابع: "في موازنة ال-2020 كان هناك سلفة ب-1500 مليار، ونحن بحاجة لهذه الاموال فقط لشراء الفيول لامداد المواطنين بالكهرباء".
وأوضح ردا على سؤال، أن "المشكلة اليوم تتلخص بعدم توافر الاموال اللازمة لشراء الفيول، ونحن استعملنا من موازنة عام 2020 حوالى 700 مليار من اصل 1500 مليار ليرة، وبقي حوالى 300 مليار، وتم استعمالهم هذا العام خلال الاشهر الثلاثة الماضية لشراء الفيول".
ولفت الوزير غجر الى أن "الشحن الفوري spot cargo والمناقصات لا زالت على حالها ولكن نحن بحاجة الى مال لشراء الفيول، واليوم لا نصرف الاموال من موازنة عام 2021 بل نستعمل ما توفر من ال-2020 بسبب الحجر والكورونا والانخفاض الهائل بأسعار النفط العالمية التي وصلت الى حوالى 25 دولار، أما اليوم الاسعار تشهد ارتفاعا ووصلت الى 70 دولار، فنحن بحاجة الى اموال بموازنة 2021، التي لم تقر حتى الآن، في مقابل عدم امكانية تمديد السلفة بحسب قانون الموازنة، لأنها تعطى لمرة واحدة فقط. ولذلك نحن بحاجة الى قانون معجل مكرر يمنح مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة جديدة كي تتمكن من الاستمرار".
سئل: هل هذا يعني أننا ذاهبون الى العتمة؟ أجاب: "نحن ذاهبون الى العتمة، ولكن أعتقد أن النواب لن يقبلوا أن يكونوا شهودا على هذا الأمر والحل بين أيديهم، وذلك لتزويد مؤسسة كهرباء لبنان الاموال اللازمة لشراء الفيول، فهل هم يعلمون في حال عدم التوقيع على هذه المساهمة اين سيصبح الوضع؟ في الآخر هناك من سيتحمل مسؤولية ذلك، ونحن قمنا بمسؤولياتنا ووجدنا الحلول ووضعنا المنقاصات، إلا أن هناك من يجب أن يتحمل المسؤولية لإعطاء الاموال اللازمة لشراء هذا الفيول. وبعد التفتيش عن كل السبل المتاحة لتأمين الفيول، توصلنا الى أن السبيل الوحيد لذلك هو عبر سلفة او مساهمة مالية او طبعا عبر اقرار الموازنة".
وعن المخاطر المعيشية والاقتصادية في حال عدم الوصول الى حل لهذه المسألة، أشار غجر الى انه "لا يمكن اليوم توفير التيار الكهربائي بشكل مقبول من خلال المولدات التي لا تستطيع ان تعمل بشكل متواصل اكثر من سبع ساعات يوميا، لذلك في حال الانقطاع التام للكهرباء، فلا يمكن لهذه المولدات ان تعمل لمدة 24 ساعة بشكل مستمر. فإمداد الكهرباء بشكل مستمر بحاجة الى مؤسسة تؤمن على الاقل نصف الحاجة، لذلك نحن ذاهبون الى عدم امكانية توفير الكهرباء في المستقبل القريب، لا من المولدات ولا من مؤسسة كهرباء لبنان، ما سيكون له عواقب كارثية، إن كان على القطاع الاستشفائي والصحي والمحافظة على جودة اللقاحات وتأمين الانترنت والامن الغذائي وغيره. إن هذا الامر بالنسبة لي شيئا سرياليا، لا يمكننا ان نعيش في القرن ال-21 بلا كهرباء. الوضع سيكون صعبا على كل القطاعات الامنية والصحية والوبائية والاقتصادية وغيرها والاصعب الخروج منه".
وزيرة الدفاع
الى ذلك، استقبل الرئيس عون، نائبة رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر وعرض معها الاوضاع العامة في البلاد بعد التطورات الامنية الاخيرة، وعمل المؤسسات التابعة لوزارة الدفاع، اضافة الى مواضيع تتصل بعمل اللجان الوزارية التي تعالج مواضيع مختلفة.