#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
انتهت عروضُ الاعيادِ في لبنانَ واستيقظَ اللبنانيونَ من جديدٍ على الواقعِ المريرِ الذي يعيشونَ فيهِ. حاولوا ان ينسوا، وكلٌّ ضمنَ امكانياتهِ، للحظاتٍ مرارة الساعاتِ والايامِ التي يتخبطون فيها فاذا بهم يبدأون ايامَ السنةِ الجديدةِ بارقامٍ مخيفةٍ لا بل تقتربُ من الكارثةِ لحالاتِ الكورونا.
في البلدِ، مشهدُ الصفوفِ الطويلةِ للناسِ امام المستشفياتِ لاجراءِ الفحوصاتِ مخيفٌ...
عملياً سيقفلُ البلدُ من جديدٍ لاسابيعَ وتترافقُ معه الطرقُ المقفلةُ امامَ ولادةِ الحكومةِ.
***
حسب مصادر عربية... فان الرئيس المكلف سعد الحريري في عطلتهِ العائليةِ في ابو ظبي قبل التوجه الى باريس، لا يزالُ يراهنُ على امكانِ تجاوزِ العقدِ الداخليةِ المرتبطةِ بالخارجِ لتشكيلِ الحكومةِ وهو اذ يبدو متفائلاً بامكانِ التفلّتِ من بعض الشروطِ التعجيزيةِ الموضوعةِ من قبلِ الثنائي الشيعي وحلفائهِ فيما هو لا يدركُ حجمَ الفيتو العربي والدولي لهذه الشروط...
عملياً اذا كان من يشكّلُ الحكومة لا يدركُ حجمَ الفيتوهاتِ الدوليةِ وحجمَ الاضرارِ التي قد تنجمُ عن الانجرارِ وراءَ الشروطِ الداخليةِ والاقليميةِ فهذه قضيةٌ خطيرةٌ سيدفعُ ثمنها الشعبُ اللبنانيُ مزيداً من هدرِ الوقتِ قبل انهيارِ الوضعِ اكثر.
لا مساعداتٍ لا اموالَ لا هباتٍ لا مؤتمراتٍ دوليةً لا صندوق نقدٍ طالما اننا نتلطى وراء اصابعنا ولا نكتشفُ حجمَ المشكلةِ واساسها.
***
وما يزيدُ الطينَ بلّةً: الانباءُ التي تتواردُ عن عملياتٍ عسكريةٍ وشيكةٍ في المنطقةِ: لا نعرفُ من سيكونُ البادىء ولا أين ستكونُ ارضُ المواجهةِ ولا الى اين ستقودُ ولا حتى مدى جديةِ هذه المعلومات.
كلُّ ذلك يجعل اللبنانيين في حالةِ توترٍ وقلقٍ وانتظارٍ... انتظارُ المجهولِ الذي كنا نأملُ مع بدايةِ العامِ ان يكون جميلاً، لكنه للأسفِ لن يكونَ كذلك.
التعقيداتُ نفسها في ملفِ الحكومةِ بانتظارِ ان يفصلَ اللبنانيون مصالحهم الداخلية عن ارتباطاتهم الخارجيةِ وبانتظارِ ان يقرروا ان للبنانيين حقاً بحياةٍ كريمةٍ وسعيدةٍ وحرةٍ...
مع الحجرِ الصحي والاقفالِ التام نتيجة كورونا ستتفاقمُ الاوضاعُ الاقتصاديةُ والاجتماعيةُ اكثر...
***
راحتِ الافراحُ وجاءت الافكارُ الحزينةُ كما يقولُ المثل:
كيف سيدفعُ الناسُ اقساطهم وكيف سيتابعونَ حياتهم وماذا عن اخبارِ الدعمِ وعدمهِ؟ والخططُ الماليةُ في ثلاجاتِ الانتظارِ وما نعيشهُ سرابٌ واوهامٌ .
كل ما نعرفهُ اننا لا نزالُ نملكُ المناعةَ... في مواجهةِ كورونا حتى في اقسى اشتدادِ موجاتها.
وفي مواجهةِ ارتكاباتٍ من يديرونَ شؤونَ الناسِ بخفةٍ حتى الفجورِ.