#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كأن اللبنانيين يعيشونَ في سرابٍ ومجموعةِ أوهامٍ.. لا زالوا وهم ينتظرونَ الفرجَ الآتي يصدِّقونَ الوعودَ بالآتي الأحسن... تُطرحُ علينا اسئلةٌ من نوعِ " شو بدو يصير"؟ ما رح يظبط الوضع؟ لأيمتى هيك؟
يربطون أنفسهم بمواعيد ويراهنونَ على عاملِ الوقتِ لتغييرِ الامورِ:
من انتخاباتِ اميركا الى ما يجري في طهران وصولاً الى الانسحاباتِ الاميركية المقبلةِ من مناطقِ النزاعِ...
من دون ان ننسى التوقعاتِ بضرباتٍ متبادلةٍ على خلفيةِ قتلِ العالمِ النووي الايراني خصوصاً في ضوءِ كلام التايمز عن ان اسرائيلَ تتوقعُ رداً ، لكن مِنْ مَنْ، ومتى، وكيف؟ .
نعم نقلَ اللبنانيون احلامهم ورهاناتِهم الى الخارجِ هرباً من مآسي الداخلِ....
صحّت رهاناتهم ام لا ... نحنُ في الانهيارِ من دونِ مخرجٍ ومن دونِ سلالمَ تصعدُ بنا من الهاويةِ...
***
لن تكون الآمالُ كبيرةً حيالَ ما سيقدِّمهُ مؤتمرُ المساعداتِ الانسانيةِ للبنان من فرنسا.
صمتٌ عربيٌ يشبهُ العزلةَ.
لا مبالاةٌ اميركيةٌ باستثناءِ المزيدِ من العقوباتِ في الايامِ المقبلةِ والتي قد تشملُ مصرفيين بالتوازي مع ضغطٍ كبيرٍ لاجراءِ التدقيقِ الجنائيِ في كلِ الاداراتِ اللبنانيةِ، وبهذا تكونُ واشنطن قد انضمتْ الى الضغطِ الفرنسيِ لاصلاحِ الوضعِ المصرفي... وهذا ما ستبلّغهُ السفيرةُ الاميركيةُ في لبنان خلال اليومين المقبلين لحاكمِ مصرفِ لبنان رياض سلامة ...
***
وعلى الضفةِ الثانيةِ ستتفاقمُ أزمةُ ترسيمُ الحدود التي توقفتِ المفاوضاتُ بشأنها كونَ الجانبِ الاميركيِ بدأ يتحدثُ عن مفاوضاتٍ ثنائيةٍ وكون الطلبِ اللبنانيِ زيادةَ المساحاتِ البحريةِ الى ما فوق الـــ 1800 كلم صارَ مطلباً مستحيلاً من الجانبين الاميركي والاسرائيلي...
وهنا السؤالُ الكبيرُ: كيف ولماذا ومن كبّرَ هذه المساحةَ البحريةَ اللبنانيةَ أضعافَ ما انطلقت به المفاوضاتُ وتمّ التفاهمُ على اساسِها بدايةً.
سينتهي مؤتمرُ الدعمِ الانساني للبنان، وتعودُ الاضواءُ الى قصرِ بعبدا مجدداً حين يزورُ الرئيسُ المكلفُ سعد الحريري رئيسَ الجمهوريةِ يوم الخميس ليعرضَ عليهِ تشكيلةً حكوميةً تُرضي الخارج.
لكنها بالتأكيدِ لن تحظى برضى الداخل الرسمي، سيرفضها الرئيس ميشال عون، سيسوِّقُ سعد الحريري ان الرئيس عون رفضَ حكومةَ اختصاصيين... سيختلطُ الحابلُ بالنابلُ من جديدٍ وستعودُ السجالاتُ...
***
اما اللبناني المنتظرُ فلن تأتيهِ الاجوبةُ على أي شيءٍ... هل تنقطعُ عنه الكهرباءُ والانترنت وربما الاتصالات كلياً مطلع العام المقبل؟
كيفَ وبأي طريقٍ ستسدُّ فجواتُ رفعِ الدعمِ غيرِ المعلنِ عن الادويةِ والموادِ الغذائيةِ؟
كيف يدفعُ اللبناني اقساطَ المدارسِ ومن دونِ ان يسألَ بالمقابلِ عن جودةِ ونوعيةِ التعليمِ؟
أيةُ اعيادٍ يعيشها الناسُ في مدينةٍ محروقةٍ، مدمّرةٍ مجروحةٍ لا اضواءَ فيها ولا ناسَ ولا زحمةَ اعيادٍ ،وأيةُ اعيادٍ يعيشها الناسُ وهم بالكادِ لا يملكونَ ثمنَ الغذاءِ، وبماذا يجيبون اولادهم حين يطالبونهم بالّلعبِ والهدايا والثيابِ الجميلة؟
كيف يتعاملُ اللبنانيون مع عملتهم اللبنانيةِ وقد اصبحت بالارض والحدُ الأدنى للاجورِ هو ثمانونَ دولاراً اميركياً في بلدٍ اقتصادهُ مدولرٌ وكلُّ ما يستهلكهُ شعبهُ يأتي من الخارجِ وبالعملاتِ الصّعبة؟
***
الوجعُ اينما كان لكنّ المسؤولينَ لا يدركونَ الى أينَ وصلَ الناسُ .... الجشعُ الى السلطةِ والطمعُ بما تبقى من فتاتٍ في جمهوريةِ الحزنِ، اعمى بصيرةَ الجميعِ...
عن أيِّ سلطةٍ نتكلم؟
ونحنُ في غابةٍ يحكمها تجارُ المالِ والفسادِ، والناسُ معلّقون على الاشجارِ... بانتظارِ الموت..
اما التجارُ فيتقاسمونَ ما بقي من ثيابهم ولو كانت ممزّقةً.. حرامٌ ما وصلَ اليه اللبنانيون...
الشعبُ اللبنانيُ الأصيلُ الحضاريُ رهينةٌ في سجنٍ كبيرٍ يحكمهُ "ملوكُ الغابةِ" حتى اشعارٍ آخر.
اما اصواتُ النجدةِ فلا أحدَ يستجيبُ لها لا هنا ولا في الخارجِ... بانتظارِ الموتِ البطيءِ.