#الثائر
-" اكرم كمال سريوي "
وفقاً للأنباء الواردة من واشنطن، فإن مسألة الانتخابات الأمريكية لم تُحسم بشكل نهائي بعد، وهي بانتظار مسار عسير خلال الشهرين القادمين، وقبل حلول موعد تنصيب الرئيس الجديد . ويعطي القانون مهلة للولايات حتى ٨ كانون الأول المقبل، للانتهاء من مسألة عد الأصوات، وحل المنازعات القانونية بشأنها.
لقد أعلنت وسائل الإعلام فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ، بغالبية كافية من أصوات المجمع الانتخابي. لكن هذه الأصوات ستصل إلى واشنطن في ٢٣ كانون الأول، بعد الفصل في المنازعات القانونية، ومصادقة مجالس الولايات على النتائج .
في ملاحظاته الأولى في مجلس الشيوخ منذ الانتخابات، أيد زعيم الأغلبية ميتش مكونيل، من ولاية كنتاكي ، المعركة القانونية لحملة ترامب، وقال: "يجب عد الأصوات القانونية".
ولقد أذن مدعي عام الولايات المتحدة الأمريكية وليام بار، في مذكرة صدرت يوم الاثنين، وجهها إلى وزارة العدل، بالنظر في مخالفات التصويت، في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
اذا تمكن محامو الرئيس ترمب من إثبات حصول المخالفات التي يدعون بها، كمشاركة أموات في التصويت، أو حصول عمليات غش وتزوير في عمليات الفرز وتصويت الغائبين، والأصوات المرسلة بالبريد، والتي قلبت النتائج في الولايات المتأرجحة لصالح بايدن، فلن يكون باستطاعة المحاكم أن تتغاضى عن أدلة مثبتة، لكنها طبعاً لن تأخذ بمجرد ادعاءات إعلامية، من قبل مؤيدي الرئيس ترمب.
كان من الواضح أن الطرفين يستعدان لمعركة قانونية ستكون صعبة، فلا يمكن تنصيب الرئيس الجديد قبل البت بالمنازعات القضائية، ولن يتم الاعتراف بشرعية الرئيس في حال وجود عمليات غش ومخالفات في سير العملية الانتخابية.
وفيما سارعت عدة دول، خاصة العربية منها، إلى تهنئة المرشح الديمقراطي جو بايدن بالفوز، وحتى قبل أن يُعلن فوزه رسمياً، ما زال بعض القادة في العالم ينتظرون. فلم يُهنئه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانتظار إعلان النتائج الرسمية، وكذلك قال رئيس المكسيك اندريس مانويل لوبيز: أنه من المبكر جداً تهنئة جو بايدن في ظل المنازعات القضائية القائمة.
قد تشهد الولايات المتحدة الأمريكية هذه المرة سيناريو مختلف لتسليم السلطة، ففي حال عدم البت بالمنازعات القضائية القائمة قبل الوقت المحدد، سيتم تسليم السلطة إلى رئيسة البرلمان نانسي بيلوسي، عدوة ترمب اللدودة، التي وصفها هو سابقاً بالمجنونة. وبانتظار ٢٠ كانون الثاني المقبل، قد تتغيير أمور عديدة في أمريكا والعالم، وقد يفاجئ ترمب الكثيرين بقراراته قبل أن يرحل.