#الثائر
نضال العضايلة - الاردن
باستقالة وزير الخارجية اللبناني يتلاشى إصرار حزب الله المسيطر على مفاتيح صنع القرار في لبنان على الإبقاء على حكومة توفر له غطاء سياسيا وشعبيا وتحميه من الضغوط الأميركية، وبذلك يعود الحزب إلى جر الحزب لبنان كعادته إلى براثن أزمة سياسية واقتصادية عميقة مجهولة العواقب.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل ثلاثة عقود، يعيش لبنان الآن ما يمكن وصفها بحالة الانتظار للإعلان رسمياً عن نهاية حكومة حسان دياب، التي تعد "ميتة إكلينيكياً" خصوصاً وأن حزب الله بدأ جدياً بالتفكير بسحب الغطاء عنها، أمام تصاعد الخلاف بين مختلف الأطياف السياسية في بيروت.
ولكن، لماذا استقال ناصيف؟ وما هي مبررات بقاء حسان دياب؟ بعد أن كشف ناصيف عورة الحكومة وعراها تحت أنظار حسن نصرالله زعيم حزب الله، وأمام كل متابعي الشأن اللبناني عربياً وعالمياً.
ناصيف الذي كان أحد ركائز الحكومة اكد على أنها فشلت فشلاً ذريعاً في معالجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية المستمرة منذ أشهر، وفي ظل ضغوط داخلية وخارجية، حتى وصلت الأزمة الاقتصادية إلى حد الكارثة التي طالت الاحتياجات الأساسية للبنانيين من خبز وكهرباء وانهارت أسعار الليرة وعجزت البلاد عن سداد أقساط الديون.
جميع المعطيات تفيد بأن موعد إسقاط الحكومة قد حان، بعدما حاولت بعض القوى السياسية، بما فيها التيار الوطني الحر ، طرح هذه الحكومة للبيع، لعل ذلك يخفف الضغوط الأمريكية، ولكن لم يكن هناك أي استجابة".
ورغم أن "حزب الله (حليف طهران والنظام السوري) لا يزال متمسكاً بالحكومة، إلا أنه قد يضطر للتخلى عن هذه الميزات واعادة البحث عن حكومة تمنحه الشرعية الرسمية والشعبية والمؤسساتية، بالرغم من أن دياب يعمل وفق ما يُملي عليه حزب الله، والدليل دعوة أمينه العام (حسن نصر الله) إلى التوجه شرقاً نحو العراق وإيران والصين (بحثاً عن حلول للأزمة الاقتصادية).
وقد أصدر ناصيف حتي بيانا عقب الاستقالة جاء فيه أنه اتخذ القرار لتعذر أداء مهامه ونظرا لغياب رؤية لإدارة البلاد ولغياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الشامل، بحسب كلامه، وحذر من أن لبنان ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة، ودعا الحكومة والمسؤولين عن إدارة البلاد إلى إعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات.
وكان المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا التي زار وزير خارجيتها جان ايف لودريان لبنان الشهر الماضي، اشترط إجراء إصلاحات ضرورية وعاجلة للحصول على دعم خارجي يساهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية، إلا أن الحكومة اللبنانية ورغم وعود كثيرة أطلقتها لم تقدم على أي خطوات ملموسة بعد.
اليوم بات على لبنان أن يعيد قراءة المشهد السياسي والاقتصادي من أجل السرعه في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعلى حزب الله أن ينظر لمصلحة اللبنانيين أولا قبل النظر لمصلحة إيران والنظام السوري، فلبنان لن يجتاز مفترق الطرق الا بحكومة إنقاذ وطني تعيد له وجوده على الخارطة الدولية وتمكنه من تلقي المساعدة اللازمة لإخراجه من غرفة الانعاش.