| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عندما كنَّا أطفالاً، كانتْ تُروى لنا القصصُ اللطيفةُ عن الكذبِ، وأجملها "بينوكيو".
"بينوكيو" الصغير صنَعهُ النجَّارُ من خشبٍ ليؤنِّسَهُ ويسلِّيَهُ. لكنهُ كانَ يكذِبُ أحياناً، ببراءةِ الطفولةِ.
ومع كلِّ كِذبةٍ، كانَ يَطولُ أنفُهُ قليلاً... حتى صار طويلاً جداً!
اليومَ، نترحَّمُ عليكَ يا "بينوكيو" الظريفُ اللطيفُ، ونحنُ نعيشُ بينَ عشراتٍ أو مئاتٍ من "بينوكيوات" الزمانِ، النافذينَ عندنا…
ولكنْ، مِنْ أينَ البراءةُ لهؤلاءِ؟
بل، مَن أينَ لهم هذهِ البراعةُ لإخفاءِ الأنوفِ الطويلةِ… رغمَ أنها باتتْ تُلامسُ المرِّيخَ؟
أنه أمرٌ عجيبٌ غريبٌ!
***
بعدَ حفلةِ إقرارِ الموازنةِ في مجلسِ الوزراءِ، يقولُ دولةُ "النجيبِ العجيبِ":
"لقد باتتْ الإيراداتُ تُقاربُ النفقاتِ".
فهل مَنْ يصدِّقُ ذلكَ، فيما الأرقامُ كلَّها ملتبسةٌ والوارداتُ مشكوكٌ فيها؟
ويقولُ أيضاً:
"أعطينا حيِّزاً كبيراً للملفاتِ الاجتماعيةِ، وأجرينا تصحيحاً ضريبياً".
فهل مِنْ عاقلٍ يُصدِّقُ أن هستيريا الرسومِ والضرائبِ وأسعارِ الدولارِ هدفها التصحيحُ ودعمُ الفقراءِ؟
ويقولُ ايضاً وايضاً:
"بعدَ اليومِ لن نقدِّمَ خدماتِ الكهرباءِ والهاتفِ مجاناً".
فهل يجرؤ دولةُ الميقاتي، المسؤولُ الاولُ عن فتحِ تحقيقٍ بالذينَ أهدروا الملياراتِ في قطاعَيْ الكهرباءِ والهاتفِ، حتى وصلنا إلى هذا الانهيارِ المريعِ؟
لقد دفعنا أكثرَ من 40 مليارَ دولارٍ من أجلِ "لا كهرباء"، فكيفَ تتحدَّثونَ عن الكهرباءِ المجانيةِ؟
هل لديكَ يا دولةَ الميقاتي، يا "عبد الجبار" ان تُصرِّحَ من المسؤولونَ ، بدلَ ان تَطلبَ منَّا تحمُّلَكَ، ولن نتحمَّلَكَ؟
وبالموازاةِ تريدُ ان تدَفِّعنا اغلى فاتورةِ اشتراكاتٍ، من أجلِ ساعاتٍ معدودةٍ ،مدفوعٌ ثمنها بالملايينِ.
بل، ما دمتمْ تُمارسونَ "العنترياتِ" على نصفِ الشعبِ و"تربِّحونهُ جميلة" مِن كيسِهِ،
أجيبونا من فضلِكمْ، إذا كانت لكم الجرأة واعلنوا المسؤوليةَ
دونَ لفٍّ ودورانٍ وتدويرِ الزوايا، وقولوا مَن هم المسؤولون؟
فعلاً، كمْ نترحَّمُ عليكَ يا "بينوكيو"…
***
في أيِّ حالٍ، أيُّ موازنةٍ هذه التي سلقتموها وعجنتموها وخفقتموها بميوعةٍ،وعلى عجلٍ في مجلسكمْ العامرِ، والتي انتهتْ على "خناقاتٍ" ووعودٍ بالتعطيلِ…
لا صندوقُ النقدِ سيمرِّرها لكمْ، ولا لجنةُ المالِ والموازنة، ولا النوابُ سيقرُّونها،
بهذا القدرِ المتوحِّشِ من الرسومِ والضرائبِ،
ولا الرئيس بري سيمرِّرُ التعييناتِ التي جرتْ… إلاَّ بعدَ التوافقِ على الدفعةِ التاليةِ!
إذاً، لمَنْ وعلى مَنْ هذهِ الموازنةُ "الهريسة"؟
هي لكمْ، وباعتقادكمْ ان على الناسِ تَحمُّلُكمْ…
رحمكَ الله يا "بينوكيو"، عندما "تطوَّرتْ حالتُكَ" صِرتَ تكذبُ وتصدِّقُ نفسَكَ…
***
لقد وعدتمونا بأن تجعلوا البلدَ "سويسرا الشرق". ولكنْ، نعتقدُ أن "سويسرا الغرب" نفسها ستبدِّلُ اسمَها احتجاجاً على هذا التزويرِ…
وسويسرا تحديداً هي أكثرُ العارفينَ بتلافيفِ فسادنا.
نحنُ في جمهوريةِ "بينوكيو" الكبرى.
والنجَّارُ الذي صنعهُ لم يكسرْ القالبَ، بل خلقَ من الشَّبَهِ أربعين، خمسين، ستين واكثرَ ...
وكلُّ "بينوكيو" أثقلُ من التاني.
دولةَ "النجيبِ العجيبِ" اطلب الحلَّ مِمَنْ هُم مِن أوزانِكمْ الماليةِ والبدنيةِ والفكريةِ والعنجهيةِ، فهم وحدهمْ قادرونَ على تحمُّلِكمْ...
كالعادةِ اخطأتمْ في العنوانِ والمضمونِ...
