تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
من اليوم الى الخميس المقبل الموافق 31 آب الموعد المعروف لصدور القرار الجديد عن مجلس الامن الدولي بالتمديد سنة إضافية لمهمة القوات الدولية المعززة في جنوب لبنان "اليونيفيل" ستتخذ المواجهة الصعبة التي يخوضها لبنان الرسمي عبر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب والوفد المرافق له وبعثة لبنان في الأمم المتحدة طابعا شديد الحذر والحساسية والخطورة في آن واحد. فبعد ان رفع بو حبيب في وقت متقدم من مساء الجمعة الماضي المسعى الذي يخوضه باسم الحكومة الى مستوى رفض القبول بادراج التمديد لقوات اليونيفيل تحت احكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ( الذي يجيز استعمال القوة ) سارع "حزب الله" الى اسناد الموقف الحكومي الرسمي بإعلان صريح وتحذير مبطن مفادهما رفض التعديلات المطروحة دوليا على مهمة اليونيفيل والتخدير مما اعتبره تداعيات تحويل مهمتها الى خدمة إسرائيل . بذلك ستغدو الأيام الأربعة الفاصلة عن موعد صدور قرار التمديد بمثابة "مواجهة شرسة" بالنسبة الى المفاوض اللبناني مع ممثلي الدول المعنية ولا سيما منها الدول الخمس الكبرى التي يسعى الوفد اللبناني الى انتزاع موافقتها على صيغة معدلة تخفف "وطأة" منح اليونيفيل الاستقلالية في تحركاتها حيث يستلزم الامر من دون تنسيق استباقي مع الجيش اللبناني وفي الوقت نفسه الحفاظ على هذا التنسيق كاطار عام عملاني وسياسي ملزم لمهمة القوات الدولية في الحفاظ على استقرار المنطقة المناط بها تنفيذ مهماتها . ويبدو واضحا ان فرصة التوصل الى صيغة توفيقية هي ضئيلة للغاية وسط عدم امكان تبديل صيغة التمديد التي صدرت العام الماضي كما وسط تصلب كبير للجانب الأميركي بعدما فرض عقوبات على جمعية "اخضر بلا حدود" التابعة ل"حزب الله" .
ولكن معالم هذه المواجهة قد تنحو في اتجاه مختلف اذا اعتمد التفسير الذي طالما طرحه خبراء في القانون الدولي لجهة اعتبارهم ان القضايا والنزاعات المتصلة بمهمات القبعات الزرق غالبا ما تكون او تنطبق عليها مساحة قانونية وسطية ما بين الفصل السادس والفصل السابع التي تنشأ في كنفهما مهمات القوات الدولية في العالم أي ما اصطلح عليه "الفصل السادس والنصف" بما قد يفتح نافذة الاجتهاد لصدور صيغة لا تتيح توظيفها سياسيا او امنيا لتصعيد التداعيات . وهو امر يفترض انتظار المفاوضات والمساومات التي ستتواصل بين اليوم والخميس المقبل في نيويورك ولو ان كفة التشدد الدولي في الصيغة التي ستمنح اليونيفيل حرية حركة واسعة لا تزال طاغية تماما .
وفي هذا السياق أعلن عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، أن "التعديلات المطروحة دوليا لتعديل مهمة القوة الدولية "اليونيفيل" وقواعد حركتها في منطقة انتشارها مرفوضة رسميا وشعبيا، وإذا أرادت أو تبني علاقة طيبة ومستقرة مع المجتمع في منطقة عملها وتحافظ عليها، فعليها أن تحرص على التنسيق مع الدولة وأجهزتها ولاسيما منها الجيش وأن تتحرك بالتلازم معه". واعتبر "أن من الخطورة بمكان أن تبرز القوة الدولية كأنها تسعى الى هدف واحد هو مساعدة المعتدي الإسرائيلي، والحرص على إسترضائه عبر تلبية شروطه ومتطلباته والتحول إلى آداة لحماية أمنه"، مشيراً الى أن "المعالجة بسيطة، فلبنان هو المعتدى عليه والإسرائيلي هو المعتدي، وأنتم على أرضنا وليس على الأرض التي يحتلها الكيان الإسرائيلي".
ووسط رصد مجريات هذا الكباش الصعب الجاري في ملف التمديد لليونيفيل لوحظ انه في إطار فعاليات إحياء الذكرى السادسة لتحرير جرود السلسلة الشرقية، افتتح "حزب الله" السبت الماضي متحفا عسكريا في بعلبك كان لافتا فيه عرض دبابات وآليات عسكرية ضمن سلاح البرّ لدى الحزب، وعددا من الصواريخ. وافتُتِح المعرض بحضور سياسي وحزبي وشعبي.
المصدر - النهار