تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في خضمِ المواصفاتِ والمعاييرِ وشدِّ الحبالِ باتجاهِ ملفِّ رئاسةِ الجمهوريةِ،
برزتْ واقعيةُ نوابِ التغييرِ الساعينَ الى حوارٍ مع كلِّ الافرقاءِ والجهاتِ والاحزابِ، للدفعِ نحوَ رئيسٍ توافقيٍّ من خارجِ الانقساماتِ،
هكذا، وبعدَ ان تصوَّرَ البعضُ ان هؤلاءِ سيغيِّرونَ بطروحاتهمْ ميزانَ اللعبةِ وينضمونَ الى فريقٍ دونَ آخرَ،
يبدو أنهم سيسعونَ مع مجموعةِ نوابٍ آخرينَ الى تشكيلِ كتلةِ تعطيلٍ بدورهمْ، قوامها 43 نائباً...
استسلمَ هؤلاءُ للعبةِ القدرِ اللبنانيةِ، ولم يطالبوا مثلاً برئيسٍ تغييريٍّ سياديٍّ، ولم ينضموا الى مَنْ يُطالبُ مثلاً برئيسٍ متمرِّدٍ حتى ولو كانَ استفزازياً...
التمرُّدُ يعني ربما ان تكونَ داخلَ محورٍ وليسَ خارجهُ..
فلماذا يخشى نوابُ التغييرِ من رئيسٍ طرفٍ صاحبِ مبدأٍ...
ظهروا وكأنهمْ يُريدونَ فرضَ أنفسهمْ بمعادلةٍ اخرى مختلفةٍ،
فأثبتوا أنهم اقلَّهُ حتى الساعةَ كتلةُ تعطيلٍ ثالثةٌ، لا همَّ لها سوى تسجيلِ النقاطِ والحضورِ ولو على حسابِ استحقاقِ رئاسةِ الجمهوريةِ.
***
الجميعُ يلهو في لبنانَ الذاهبِ نحوَ تصنيفهِ، حتى من دونِ اعلانٍ،
دولةٌ فاشلةٌ، بعدما عجزَ حتى عن تلبيةِ شروطِ الاذعانِ التي يُطالبُ بها صندوقُ النقدِ الدوليِّ...
وبعدما خسرتْ عملتهُ الوطنيةُ اكثرَ من تسعينَ بالمئةِ من قيمتها،
وصارَ دولارُ السوقِ السوداءِ يحلِّقُ كلَّ يومٍ وينزلُ كلَّ يومٍ من دونِ ضوابطَ ولا معاييرَ علميةٍ..
بلدٌ فالتٌ بكلِّ ما للكلمةِ من معنى، فيما حالاتُ الانتحارِ تزدادُ بشكلٍ مقلقٍ، والمرضى عاجزونَ حتى عن تناولِ جرعاتِ المورفين.
حتى الموتُ بسلامٍ لمرضى السرطان والامراضِ المستعصيةِ صارَ مستعصياً، فماذا يعني ان لا تجدَ المستشفياتُ ولا ان يَعثرَ اهلُ مريضٍ يصارعُ الموتَ جرعاتِ مورفين...
القدرُ هو ان تموتَ في لبنانَ ايضاً من شدَّةِ الألمِ...
***
أينَ هؤلاءُ النوابِ كُلُّهمْ، تغييريينَ وسياديينَ ومستقلينَ وتقليديينَ خارجَ المنظومةِ او داخلها، من الانهياراتِ المتتاليةِ،
التي حتى لم يتجرأوا على طرحِ اسمٍ انقاذيٍّ لرئاسةِ الجمهوريةِ ليعالجها؟
قضاةُ لبنانَ حتى الساعةِ معتكفونَ عن العملِ مطالبينَ بزيادةِ رواتبهمْ من 18 الى 20 مرَّةً، وقوى الامنِ عاجزةٌ عن تلبيةِ مهمةِ إستقصاءٍ حولَ سرقةٍ في حينٍ لانعدامِ البنزين، وقطعِ غيارِ السياراتِ...
اما رواتبُ المعلمينَ فتهدِّدُ انطلاقَ العامِ الدراسيِّ الذي بدورهِ بحاجةٍ الى الفريش دولار في كلِّ متطلِّباتهِ.
***
كنا نخشى من عملياتٍ عسكريةٍ متعلقةٍ بتأخيرِ الترسيمِ البحريِّ،
فإذا بنا نخشى تدهوراً اجتماعياً امنياً نتيجةَ الانهيارِ الاقتصاديِّ يُطيحُ بما تبقَّى من استقرارٍ امنيٍّ؟
كلُّ ما يجري ألاَ يجبُ ان يجعلَ من نوابِ التغيير قياداتٍ من جديدٍ،
تترأسُ الشارعَ للثورةِ، بدلَ الاستسلامِ امامَ قواعدَ ومعاييرَ عاديةٍ لرئاسةِ الجمهوريةِ، لا نكهةَ فيها للثورةِ!