تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الحقيقةِ، لم نكنْ نريدُ اليومَ أن نكتبَ عن "النجيبِ العجيبِ".
لكنَ "العجيبَ" أن "النجيبَ" نفسَه أحبَّ اليومَ أنو "يجيب الدبَّ على كرْمِهِ". لقد قفزَ بنفسهِ إلى صفحةِ المقال…
***
انتظرنا أمس أن يَصعدَ دولتُهُ إلى بعبدا، ومعهُ أفكارٌ عظيمةٌ، للتخفيفِ من وجعِ الناسِ، والحدِّ من الجوعِ الحقيقيِّ، بعدما صارَ 80% من الشعبِ عاجزينَ عن تأمينِ اللُّقمةِ وحبَّةِ الدواءِ…
ولكنْ، خرَجَ دولتُه و"ما على بالِه بال" ليقولَ:
"الحكومةُ ماشيةٌ، لكنَ مجلسَ الوزراءِ مش ماشي".
إنها "حَزُّورةُ" الموسمِ. ومَن يَحلُّها يربحُ المليونَ، ما دامَ جورج قرداحي معكم هذهِ الأيامُ…
***
فعلاً، أفرحْتَ قلوبنا بأنَ حكومتمْ ماشيةٌ يا دولةَ النجيبِ.
فعلاً، أكلنا وشربنا، وهبطَ الدولارُ من فضاءاتهِ إلى الــ 1500، وتحرَّكَ البلدُ، وعادَ أولادنا من الهجرةِ، وجاءتْ الكهرباءُ 24 على 24، ودخلَ المرضى إلى المستشفياتِ، وأولادُ الفقراءِ إلى المدارسِ والجامعاتِ…
فعلاً، حكومتكمْ ماشيةٌ، وقد أفرجَ اللصوصُ عن ودائعنا المنهوبةِ والمهرَّبةِ، ودخلوا السجونَ، وتمَّ القضاءُ على الفسادِ، وأفرجَ المانحونَ عن المساعداتِ…
فعلاً، حكومتكمْ ماشيةٌ، ووصلتْ إلى الفقراءِ "فتافيتُ" الدعمِ المرصودةُ لهم في البطاقةِ التمويليةِ، وحصلتْ الأمُّ على علبةِ الحليبِ لطفلها الجائعِ، وعلى كنزةٍ لطفلها الذي يرتجفُ بَرداً في زمنِ إشتعالِ أسعارِ المازوتِ.
فقط، لو تشرحُ لنا يا دولةَ "النجيبِ العجيبِ"، كيفَ تُمَشُّونَ الحكومَةَ من دونِ مجلسِ الوزراءِ،
ولو تُخبرنا، بأيِّ "ريموت كونترول" يتحرَّكُ وزراؤها، وكيفَ يُشغِّلونَ مواهبهم العظيمةَ...
***
إنها "مسخرةُ المساخرِ".
ننصحكمْ، على الأقلِّ، بمتابعةِ نشراتِ الأخبارِ لتعرفوا أينَ صارَ البلدُ.
ألم تسمعوا أن الجائعينَ اندفعوا مجدداً كالقنابلِ إلى الشارعِ، لأن شيئاً لم يعد عندهمْ في البيوتِ؟
ألم تصلكمْ التقاريرُ عن بدايةِ انتفاضةٍ ستعمُّ المناطقَ كلها… وأولها مدينتكمْ طرابلس، التي نعجزُ عن اختيارِ تسميتها المناسبةِ:
هل هي "مدينةُ أفقرِ الفقراءِ" على المتوسطِ أم "مدينةُ المليارديريةِ"؟
ألم يبلِّغكمْ أحدٌ عن الانفجارِ الذي بدأ اجتماعياً، وفي أيِّ لحظةٍ قد يتحوَّلُ انفجاراً أمنياً، ويطيحُ بكلِّ شيءٍ؟
***
نحنُ والبلدُ والأزمةُ أين، وأنتمْ أين؟
انزلوا من عليائكمْ واسمعوا صراخَ الناسِ.
تكفيهم "الكورونا" العائدةُ بشراسةٍ، ومعها ربما حظرُ التجوالِ والإقفالِ، وانقطاعُ نسمةِ الهواءِ الأخيرةِ في موسمِ الأعيادِ…
انزلوا من عليائكمْ… أو بالأحرى، ابقوا فيه وأريحونا.
فالأزمةُ صارتْ أكبرَ منكم ومن ترقيعكمْ، وأساليبكمْ وألاعيبكمْ.
إبقوا في عليائكم، واتركوا هذا الشعبَ يداوي نفسهُ بنفسهِ...
فالبلدُ لن "يظبطَ" إلاَّ "بنفضةٍ" شاملةٍ تُغيِّرُ فيهِ كلَّ شيءٍ، وكلَّ الطبقةِ التي تتحكمُ فيهِ منذُ ربعِ قرنٍ.
وكلنا ثقةٌ في أن هذهِ "النفضةَ" آتيةٌ،
ومهما تأخَّرتْ آتيةٌ!