#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الآنَ وقد تُركتْ لنا طمأنينةُ تمضيةِ الصيفِ كما نشاءُ، بعدما "ضربَ مَنْ ضربَ" و"هرَبَ منْ هربَ"،
وبعدما عادَ الوضعُ إلى حدودِ المناوشاتِ على طريقةِ المدِّ والجزرِ،
نعودُ إلى الداخلِ حيثُ أكثرَ الجميعُ في كيلِ المدائحِ في صفاتِ الراحلِ الرئيس سليم الحص،
وادَّعى الجميعُ القربَ منهُ والتعلُّمَ منهُ،
وهنا تَظهرُ المصداقيةُ على جباهِ الجميعِ حيثُ صفاتُ بعضهمْ في الفسادِ والمحاصصاتِ وسرقةِ المالِ العامِ وإستغلالِ النفوذِ تَفوقُ كلَّ تصوُّرٍ.
ويصحُّ هنا طرحُ السؤالِ: مَنْ إذاً سرقَ هذهِ الدولةَ وأقتسمَ غنائمَها؟
هلْ همْ اشباحٌ؟ ام ناسٌ اتوا منْ كوكبٍ آخرَ؟
أليسوا همْ أنفسهمْ هؤلاءُ الذينَ ملأوا الشاشاتَ بكاءً ونحيباً وعويلاً على الرئيس سليم الحص، وهمْ بالكادِ زاروهُ في كبوتهِ او تعلَّموا منهُ شيئاً ؟
***
كمْ تَظهرُ جماعةُ بعضِ السياسيينَ في لبنانَ على درجةٍ عاليةٍ منْ النِّفاقِ والكذبِ والدَّجلِ، ونحنُ نعرفُ بالاسماءِ والتواريخِ والشواهدِ والعقودِ صفقاتَهمْ وأوساخَهمْ،
وكلَّ يومٍ تتوضَّحُ معالمُ فضيحةٍ يشاركُ فيها الجميعُ. في الكهرباءِ (وما أكثرها) هذهِ الايامُ ،
- في الاتصالاتِ على مدى السنواتِ،
- في الصحةِ حيثُ مزاريبُ التنفيعاتِ وتركيبِ الطرابيشِ. - في الادارةِ حيثُ لزَّمَ السياسيونَ إداراتَ الدولةِ لهمْ ولاقاربهمْ ولحاشيتهمْ بحيثُ صارتْ الادارةُ ملكَ هذا الزعيمِ وتلكَ الطائفةِ وهذا القائدِ وذاكَ الرئيسِ.
هلْ نتحدَّثُ بعدُ عنْ الفضائحِ؟ ماذا عنْ التربيةِ وكلَّ يومٍ نقرأُ فصلاً منْ فصولِ التنفيعاتِ في التوظيفِ والترفيعِ والصفقاتِ وغيرها..
ولا نتحدَّثُ طبعاً عنْ حكومةٍ وعهدٍ محدَّدينِ، بلْ عنْ مسارٍ عامٍ منذُ ما بعدَ الطائفِ إلى اليومِ.
***
لا تبكوا على "الحص" ،أبكوا على أنفسكمْ، وكيفَ حوَّلتمْ البلادَ إلى مغاراتٍ متعدِّدةِ المزاريبِ والمفاتيحِ...
ولْنبكِ نحنُ على احوالنا، أينَ كنَّا وأينَ صرنا؟