#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مُحزنٌ هذا السِّجالُ بينَ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ووزيرِ التربيةِ د.عباس الحلبي حولَ الامتحاناتِ الرسميةِ ونزاهتها وجدِّيتها.
ومؤسفٌ أنْ يصلَ التراشقُ إلى حدِّ إتِّهامِ بطريركِ الموارنةِ بالكذبِ بشكلٍ غيرِ مباشرٍ،
حيثُ قالَ الوزيرُ الحلبي أنَّ الراعي اتصلَ بهِ قبلَ اسابيعَ ليهنِّئهُ على مسارِ عمليةِ الامتحاناتِ الرسميةِ.
ولعلَّ السؤالَ الاساسيَّ ومع إحترامنا الكبيرِ والشخصيِّ لسيِّدِ بكركي، لماذا أدرجَ في خطبتهِ لمناسبةِ قداسِ الشكرِ على تطويبِ البطريرك الدويهي مسألةَ الامتحاناتِ الرسميةِ ووصفها بالمهزلةِ؟
وما الحكمةُ منْ تصويبِ النارِ على مسألةٍ تربويةٍ قد تُعرِّضُ ما تبقَّى منْ مستوى تعليميٍّ للخطرِ، كما الحديثُ عنْ تمييزٍ في المراقبةِ والتصحيحِ وغيرِ ذلكَ؟
يُمكنُ أنْ نختلفَ بالسياسةِ على كلِّ شيءٍ،
ولكنْ ليسَ معروفاً عنْ وزيرِ التربيةِ أنهُ يُفرِّقُ بينَ مسيحيٍّ ومسلمٍ وهو كانَ اساساً عضواً بلجنةِ الحوارِ المسيحيِّ – الاسلاميِّ ، فلماذا تصويبُ النارِ عليهِ؟
.. واليومَ، هلْ اولوياتُ الناسِ فتحُ نقاشاتٍ سجاليةٍ حولَ ملفَّاتٍ غيرِ مهمةٍ؟
***
أليسَ الأجدى في كلِّ مواقفِ وتحرُّكاتِ المسؤولينَ والقياداتِ الزمنيةِ والروحيةِ، العملُ على تجنيبِ البلادِ حرباً ستدمِّرُ ما تبقَّى؟
أليستْ مهمةُ الجميعِ بمنْ فيهمْ بطريركُ الموارنةِ بما ومَنْ يمثِّلُ منْ مجدِ بكركي، وكونهُ مرجعيةً وطنيةً كبيرةً،
التركيزُ على معالجةِ امورِ الناسِ الهاربينَ والضائعينَ والنازحينَ واوَّلهمْ مسيحيو الجنوبِ الذينَ لم يسألْ عنهمْ احدٌ بمنْ فيهم بكركي. وها همْ ينتظرونَ في بيوتهمْ او ما تبقَّى منها مصيرهمْ الضائعَ بينَ طهران وواشنطن وتل ابيب والضاحيةِ الجنوبيةِ.
***
نعيشُ في عبثيَّةٍ كاملةٍ في بلدٍ يشهدُ كلَّ انواعِ التناقضاتِ، ناسٌ على الطرقاتِ، ناسٌ في حاناتِ السهرِ،
ناسٌ في الملاجىءِ،
ناسٌ على الجبهاتِ، ناسٌ في المطاراتِ،
ناسٌ في المرابعِ الليليةِ ،
ناسٌ في الأنفاقِ تتحضَّرُ للقتالِ..
كلُّ هذا في لبنانَ على اساسِ أنهُ واحدٌ فيما شركاتُ الطيرانِ او ما تبقَّى منها تَرفعُ اسعارها بشكلٍ مجنونٍ لحملِ الركابِ إلى خارجِ البلادِ قبلَ العاصفةِ الآتيةِ،
وآخرُ الرحلاتِ إلى قبرص حيثُ بلغَ سعرُ تذكرةِ السفرِ أكثرْ من 1300 دولارٍ اميركيٍّ لرحلةٍ لا تستغرقُ أكثرَ منْ عشرينَ دقيقةٍ..
أيُّ بلدٍ هذا؟