#الثائر
جويل بو يونس-
ما بعد 30 تموز لن يكون كما قبله...انه الشيء الوحيد المؤكد حتى الساعة! فبعد التحليلات التي كثرت قبيل الاعتداء "الاسرائيلي" على الضاحية الجنوبية لبيروت، وخروج بعض المعنيين لاعطاء تطمينات بلاءات ثلاث:" لا ضرب للضاحية ولا ضرب لبيروت ولا استهداف لمطار رفيق الحريري الدولي"، تبين ان احدا لا يمكنه ان يضمن شيئا مع عدو كـ "اسرائيل"، كما ان كل التطمينات التي تحدث عنها البعض لم يكن لها اساس من الواقعية. فها هو العدو الاسرائيلي يخرق ويتخطى كل الخطوط الحمراء ويضرب عمق الضاحية - حارة حريك، مستهدفا احد ابرز القادة العسكريين الذي استشهد الحاج محسن الى جانب 7 مدنيين.
صحيح ان احدا من المسؤولين المتابعين للاتصالات التي كانت تحصل على خط اميركا-بيروت، لم يكن يتوقع ضربة بهذا الحجم، لكن مصادر موثوق بها معنية بهذه الاتصالات اكدت ان ما نشر وحلل وقيل من ان لبنان تلقى تطمينات اميركية عبر الموفد الوسيط اموس هوكشتاين، بان لا استهداف للضاحية او لبيروت، تبين لاحقا انها كاذبة وغير صحيحة على الاطلاق.
وردت المصادر على ما قيل بهذا الاطار، بالقول "كل ما وصلنا عبر الوسطاء وفي مقدمهم هوكشتاين مفاده ان الولايات المتحدة تعمل وتصب جهودها في محاولة للضغط على "اسرائيل"، لتحييد المدنيين كيلا تتوسع الحرب، وجزمت ان لا ضمانات قدمها اي طرف، لا الجانب الاميركي ولا حتى من قبل حزب الله او من كان ينقل الرسائل الاميركية لحزب الله.
وتابعت المصادر : ما حكي عن ان هوكشتاين قال لنا انه سيتم تحييد الضاحية وبيروت والمطار غير دقيق، فهو لم يعطنا اي ضمانة لا بل اكد ناقلا تهديدات "اسرائيلية" بان الضربة قد تكون كبيرة.
وتحيلك المصادر هنا الى التصريح الذي خرج به رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط قبل ساعات من حصول الضربة، اذ قال حرفيا: "ان هوكشتاين نقل تهديدات "اسرائيلية" بعملية واسعة في لبنان"، واضاف: "أذكّر هوكشتاين بأنه وسيط يقوم بترسيم الحدود وفق قواعد السيادة اللبنانية على أرضنا، ويجب ألا ينقل التهديدات فهو وسيط. وقلتُ له الأفضل عليه أن يردع "إسرائيل" من أي عدوان، لأن هذا لن يُجدي ولن يقدم أو يؤخر، وطالبته بالعودة إلى مهمته الأساسية، وهي السعي للوصول إلى وقف إطلاق النار".
هذا ما قاله جنبلاط الذي تواصل معه هوكشتاين ، كما ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي كان ايضا ضمن الحلقة التي تواصل معها هوكشتاين، خرج قبل الاعتداء "الاسرائيلي" بتصريح لمحطة عربية يرد فيه على سؤال اذا كان لبنان تلقى تطمينات من هوكشتاين، فقال حرفيا "ان اي جهة لم تقدم اي ضمانة لا اميركا ولا حزب الله".
حتى ان حزب الله الجهة المعنية الاولى، التي وان سألت سابقا وحاولت الاستفسار من بعض المعنيين حول دقة الضمانات التي حصل عليها لبنان، لكان جوابه واضحا ومفاده : نسمع من الوسطاء العاملين على الخط الاميركي -اللبناني ان الضغط قائم لتحييد المدنيين، لكن لا نركن لاي تطمينات امام عدو كاسرائيل"..
وبحسب المعلومات فزوار الرئيس نبيه بري كما نجيب ميقاتي امس، وفي محاولة منهم للاستفسار عن مدى دقة ما نقل من تطمينات ، اتاهم جواب واحد واضح من الطرفين بان هوكشتاين لم ينقل هكذا كلام، وهو لم يسمّ اي مدينة ولم يتحدث بالاسماء، بل نقل رسالة واضحة عن ان الضربة حتمية، ولم يتطرق فيها لا لاسماء ولا لاماكن معينة.
ونقل الزوار عن بري توجسه وقلقه من المرحلة المقبلة الضبابية، التي تضع لبنان والمنطقة امام ساعات حاسمة، وهو بطبيعة الحال يحمّل امام الجميع مسؤولية ما حصل لـ "اسرائيل"، التي تذرعت بان حزب الله هو من كان وراء حادثة مجدل شمس.
وفيما تترقب عين التينة كما السراي الساعات ال 48 المقبلة ، حكي عن اجتماع تنسيقي قد يعقد لمحور المقاومة الليلة (اي ليل امس) للبحث بكيفية وطبيعة الرد على اغتيال كل من فؤاد شكر واسماعيل هنية ، كما الهجوم الذي طال الحشد الشعبي في العراق ، ما قد يؤشر الى ان الرد المتوقع على "اسرائيل" قد يأتي بوحدة ساحات مدوّ.
اما على الخط الاميركي، فتشير اوساط مطلعة على الجو الاميركي بان الاميركيين استغربوا الكلام اللبناني الصادر حول تطمينات اميركية كاذبة ، وجزمت ان اي ضمانة اميركية لم تقدم للجانب اللبناني، موضحة ان ما كانت تعمل عليه الولايات المتحدة عبر الوسيط هوكشتاين، هو محاولة الضغط على "اسرائيل" لتجنب استهداف المدنيين والمدن المكتظة.
والسؤال الاساس هنا : مَن نقل الرسائل الكاذبة لبعض المسؤولين في لبنان؟ اي طرف تعمّد نشر التطمينات؟ كلها تبقى اسئلة مشروعة حتى الساعة.
على اي حال، الاكيد ان ساعات حاسمة ومصيرية تنتظر لبنان والمنطقة، حتى ان مصدرا موثوقا به ختم بالقول : بعد كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سندخل مرحلة جديدة!
الديار