#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عندما يكشفُ احدُ النوابِ مباشرةً على هواءِ احدِ التلفزيوناتِ عن اربعمايةِ حاويةٍ تخرجُ يومياً من مرفأِ بيروتَ، من دونِ ان تمرَّ على نقاطِ التفتيشِ الامنيةِ،
ألا يعتبرُ هذا الخبرُ الصدمةُ اخباراً بحدِّ ذاتهِ للنيابةِ العامةِ التمييزيةِ، وايضاً للنيابةِ العامةِ الماليةِ؟
وكيفَ إذا كانَ الذي يكشفُ الخبرَ هو رئيسُ لجنةِ الاشغالِ النيابيةِ...
ماذا سيكونُ وقعُ هذا الكلامِ على سفراءَ يتابعونَ التلفزيوناتِ اللبنانيةَ وينقلونَ تقاريرَ عن إلتزامِ الدولةِ اللبنانيةِ معاييرَ مراقبةِ المرافقِ البحريةِ والبريةِ في حركتي الاستيرادِ والتصديرِ..
وكيفَ نقولُ للخارجِ أننا نتَّخذُ اجراءاتٍ لمنعِ التهريبِ من وإلى، ما دمنا نُخرجُ حاوياتٍ يومياً لا تمرُّ على نقاطِ التفتيشِ الامنيةِ،
بغضِ النظرِ ما إذا كانتْ هذهِ الحاوياتُ مرَّتْ اساساً على الجماركِ ودفعتْ الرسومَ عنها ام لا ..
هذهِ عينةٌ من دولةِ الفلتانِ والمزرعةِ التي لن تصطلحَ امورها ما دامتْ الدويلاتُ،
تعيثُ فساداً في ما تبقَّى من دولةٍ، وما دامَ "النصَّابونَ" يتحكَّمونَ في مفاصلِ الدولةِ المهترئةِ والعاجزةِ عن قبضِ فاتورةِ كهرباءٍ من مخيمٍ فلسطينيٍّ او سوريٍّ او من مربَّعٍ امنيٍّ خارجٍ عن سلطةِ الدولةِ.
***
ايَّةُ اصلاحاتٍ، وايَّةُ قوانينَ، وأيُّ كابيتال كونترول تُقرُّهُ اللجانُ تمهيداً لاقرارهِ في الهيئةِ العامةِ، إذا انعقدتْ ما دامَ البلدُ فالتاً في كلِّ مرافقهِ.
وفي مجالِ الكلامِ عن الكابيتال كونترول ثمَّةَ كلامٌ عن ان هناكَ عملاً يتمُّ التسريعُ فيهِ لعقدِ جلسةٍ نيابيةٍ لاقرارِ الكابيتال كونترول كعنوانٍ،
ولكنْ هدفها اساساً هو إقرارُ مشروعِ القانونِ للتمديدِ لقادةِ الاجهزةِ الامنيةِ بغطاءِ موافقةٍ من جميعِ الافرقاءِ بمنْ فيهم رئيسُ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ..
ولكنْ ما هي الصيغةُ القانونيةُ لنشرِ هذهِ القوانين طالما أنها بحاجةٍ لتوقيعِ رئيسِ الجمهوريةِ؟
***
نعيشُ في زمنِ الفتاوى الدستوريةِ والقانونيةِ الصحيحةِ منها وغيرِ الصحيحةِ..
وها هو الصراعُ على جلسةِ مجلسِ الوزراءِ اليوم بدستوريتها او عدمِ دستوريتها، اكبرُ دليلٍ،
وغداً لنصابِ جلسةِ انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ وما بينهما، ما هي حدودُ السيادةُ،
وما هو السقفُ الذي يَعملُ تحتهُ الوفدُ القضائيُّ الاوروبيُّ الذي يحقِّقُ في قضايا حاكمِ المركزيِّ والمصارفِ،
والى أينَ سيذهبُ هذا الملفُّ لبنانياً واوروبياً...
وكمْ مفاجأةٌ او صدمةٌ سيحملُ؟
الايامُ ستخبرنا!