#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم يتعب اللبنانيونَ في الايامِ الماضيةِ من تداولِ الاخبارِ حولَ اقترابِ تشكيلِ الحكومةِ وكأنَ هذهِ الحكومةَ اذا شُكِّلتْ ستخرجُ البلدَ من الأنهيارِ وتعيدُ الامورَ الى العزِّ..
وصلَ الرئيسُ المكلفُ سعد الحريري الى بيروتَ، وآخرُ من شاهدهُ التقى به في العاصمةِ الفرنسيةِ التي فتحتْ فسحاتها الخارجيةَ للفرنسيينَ كما للسياحِ.. فكيفَ بسعد الحريري الواضح أنه مطمئنٌ على احوالِ البلدِ لينتقلَ من بلدٍ الى آخرَ حاملاً في جيبهِ مرسومَ التكليفِ وتاركاً من وعدهم قبلَ سفرهِ، من رئيسِ المجلسِ النيابي وصولاً الى الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ينتظرونَ اخبارَ تشكيلتهِ التي يبدو ان لا مصلحةَ لهُ في اعلانها لعدةِ اسبابٍ ليسَ آخرها شعورهُ وسطَ العزلةِ الدوليةِ التي يعيشها لبنان، أنه لن يتمكنَ من ان يقومَ بأيِّ شيءٍ...
***
وعليهِ وحسبَ معلوماتٍ اكيدةٍ فلقد حاولَ الحريري عبرَ لقاءٍ جمعهُ سراً في بيروت قبلَ عيدِ الفطرِ مع الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وحسبَ المصادرِ المطَّلعةِ تحديداً في مطرانيةِ بيروت، كي يكسبَ الوقتَ اكثرَ باعطاءِ وعودٍ بتقديمِ تشكيلةٍ جديدةٍ.. سافرَ وعادَ ثم سافرَ واخذَ معهُ كلَّ الاخبارِ وهذا ما جعل سيِّدَ بكركي كما رئيس المجلس نبيه بري شبهَ محبطَيْنِ نتيجةَ وعودٍ تلقياها حولَ تسريعِ التشكيلةِ..
***
ما الذي تغيرَ اليوم؟ لا شيء... لعلَّ ما زادَ في طينةِ التعقيداتِ ما تردَّدَ من تشكيلتينِ رفعهما الرئيس عون الى الحريري عبرَ الكاردينال الراعي وهذا ما اثارَ حفيظةَ الحريري.
عملياً:
مع عودةِ سعد الحريري فأنه قد يحملُ الى قصرِ بعبدا تشكيلةً من 24 وزيراً يراها مناسبةً للمعاييرِ التي أطلقها منذُ البدايةِ وتحفظُ لهُ ماءَ الوجهِ ويكونُ له فيها من الاكيدِ تمثيلٌ مسيحيٌّ...
فكيفَ سيتعاطى الرئيس عون مع هذهِ التشكيلةِ؟
من الأكيد أنه سيرفضها ... عندها ثمةَ من يتحدثُ عن ان سعد الحريري قد يعتذرُ ويعلنُ استقالةَ نوابِ كتلتهِ من مجلسِ النوابِ، تمهيداً لأن يخوضَ الانتخاباتِ من بابِ الضحيةِ والبطلِ في آنٍ..
وفي الوقتِ نفسهِ، ثمةَ سيناريو آخر امامَ إنسدادِ الأفقِ والحلولِ للأزمةِ يقضي بأن يعلنَ التيارُ الوطنيُ الحرُ استقالةَ نوابهِ من مجلسِ النوابِ احتجاجاً على التمادي في الأزمةِ .
***
السؤالُ: مَن يسبقُ مَن الى الهروبِ بالاستقالةِ من مجلسِ النوابِ؟
وهل ستكونُ حكومةُ حسان دياب قادرةً على اجراءِ انتخاباتٍ أم هل ثمةَ انتحاريٌّ من الطائفةِ السنيةِ سيقبلُ بترؤسِ حكومةِ انتخاباتٍ نيابيةٍ مبكرةٍ من غيرِ المرشحين...؟
تتزاحمُ العناوينُ والتحدياتُ في الاسابيعِ المقبلةِ...
ثمةَ تبدُّلاتٌ كبيرةٌ وجديدةٌ، حصلت وتحصلُ في المنطقةِ، ورياحُ تغييراتها وتداعياتها تلفحُ الساحةَ اللبنانيةَ، فما هو سيناريو هذهِ التداعياتِ على اللبنانيينَ المنتظرينَ، قبلَ اسماء وزرائهم. بورصةَ دولارٍ بعدَ المنصةِ التي لم تُقدِّمْ ولم تؤخِّرْ بشيءٍ... والمنتظرونَ كما طوابيرُ الذلِّ امامَ محطاتِ الوقودِ، وماذا سيجري على صعيدِ الكهرباءِ والعتمةِ وموتوراتِ الاحياءِ والادويةِ المفقودةِ كما البنجِ..
***
كمن ينتظرُ الموتَ البطيءَ، ينتظرُ اللبنانيونَ ايامهم المقبلةَ وهم لا يعرفونَ ماذا يخبِّىءُ لهم المستقبلُ...
لا سيما ان فورةَ السياحةِ الداخليةِ وعجقاتِ السيرِ لا بدَّ وان تنطفىءَ بعدَ ان يكتشفَ الناسُ حجمَ ارتفاعِ الاسعارِ والغلاءِ الفاحشِ إينما كانَ وهم بالكادِ يملكونَ الرواتبَ حتى نهايةِ الشهرِ...
وماذا لو بدأ تقليصُ دفعِ الاموالِ بالليرةِ اللبنانيةِ من المصارفِ كما يُشاعُ؟
جرحٌ يضافُ الى جرحِ من صدَّقَ فعلاً أن ثمةَ ودائعَ ستدفعُ بالعملةِ الاميركيةِ...
هل ثمةَ احدٌ لم يضحك على اللبنانيينَ بعد؟