تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ميشال الشمّاعي -
شهد لبنان في الأسبوع المنصرم مؤشّرًا جديدًا من مؤشّرات عودة الدّولة إلى الدّولة. وتجلّى ذلك في محاكمة قتلة فخامة رئيس الجمهوريّة الشيخ بشير الجميّل بعد 35 سنة من هذه الجريمة. بالمقابل علت أصوات الإستقالة داخل الحكومة. وكلّ ذلك على وقع تصعيدٍ دوليّ ضدّ إيران وميليشياتها في الشرق الأوسط من خلال إصدار عقوبات جديدة من قبل الولايات المتّحدة الأميركيّة.
لبنانيًّا، ما زالت التّجاذبات حول ملفّ بواخر الكهرباء تتصاعد يومًا بعد يوم حتّى وصل الأمر بوزراء القوّات اللبنانيّة إلى التّلويح بالإستقالة. كذلك تلاوة حكم الإعدام في قضيّة اغتيال الشيخ بشير الجميّل بحقّ اللّذين اعترفا بارتكاب هذه الجريمة، حبيب الشّرتوني ونبيل العلم. فهل ستكون عمليّة البتّ في هذه القضيّة باكورة أحكام أخرى مُنع إقرارها من قبل سلطات الإحتلال طوال أربعة عقود من الزّمن؟
وفيما يتعلّق بملفّ ميليشيات إيران، وبعد صدور أوّل دفعة من العقوبات الأميركيّة بحقّ حزب الله، سارع هذا الأخير إلى تسخيف هذا القرار. وفي ذلك اعتراف ضمنيّ منه، بأنّ حركة نقل أمواله لا تتمّ عبر المصارف والحسابات المتعارف عليها، بل يتمّ نقلها بشكل مباشر إليه. فمن هو المسؤول عن تسهيل عمليّة نقل الأموال إلى حزب الله في لبنان؟
ناهيك عن التّصريحات الإسرائيليّة التي لم تعد توجّه ضدّ حزب الله وحسب، حيث أصبحت تشمل كلّ الدّولة اللبنانيّة، بكلّ مؤسساتها، بما فيها الجيش اللبناني. فإسرائيل لن تميّز بين لبنان وحزب الله بعد اليوم، كما تمّ إبلاغ وزير الدّفاع الرّوسي " سيرغي شويغو" أثناء زيارته إسرائيل. كذلك نقلوا إليه تخوّفهم من توسّع دور الحزب وإيران أكثر بعد انتهاء حرب سوريا. فهل سينتقل الحزب وإيران من الدّفاع إلى الهجوم؟ وأيّ دور للدّولة اللبنانيّة قد تلعبه دوائر الخارجيّة مع دوائر دول القرار؟
كلّ ذلك حصل على وقع مناقشات برلمانيّة في جلسة إقرار الموازنة اتّصفت بالحماوة في مواضيع عدّة، أبرزها الموضوع الذي أثاره النّائب عدوان فيما يتعلّق بالتّحقيق في أرباح مصرف لبنان طوال العشرين سنة الماضية. ما استوجب ردود فعل من قبل المعنيّين بهذا الملفّ، لكن الأمور ذاهبة في إطارها القانونيّ. فهل ستشكّل هذه القضيّة عمليّة نسف لتضافر الجهود التنفيذيّة والتّشريعيّة التي أفضت إلى وقف النّزف الذي دام 12 سنة من الإنفاق خارج الإطار الدّستوري والقانوني بعد إقرار موازنة 2017؟
بالمقابل، لم يستسلم متسورنو النّظام في لبنان بتكرار محاولتهم التّطبيع مع سوريا. فبعد زيارتهم الأخيرة وإسقاط صفة التّمثيل الحكومي للزّيارة والإكتفاء بالطّابع الشّخصي، فالموضوع نفسه يطلّ برأسه مجدّدًا، لكن هذه المرّة من خلال زيارة لبعض الوزراء السّوريّين إلى لبنان. فهل ستستطيع الحكومة، على هشاشتها، تصنيف هذه الزّيارة المرتقبة في خانة الخرق الخطير للتّسوية السياسيّة؟ أم سينجح هؤلاء في التّطبيع مع النّظام حيث أفشلوا في المرّة السّابقة؟
وعلى وقع اللهجة المرتفعة لرئيس الجمهوريّة في ملفّ النّازحين، من خلال مطالبة المجتمع الدّولي أمام مسؤوليّاته، حيث لم يدعُ رئيس الحكومة اللجنة الوزاريّة المكلّفة شؤون النّازحين إلى الإنعقاد بعد. فهل ستواكب الحكومة خطوة رئيس الجمهوريّة وحلفائه في الحكم لحلّ هذا الملفّ بشكل نهائي؟
أسبوع ساخن دوليًّا وإقليميًّا ومحليًّا. ولبنان هو هو، لم يتبدّل أيّ شيء بعد. فهل ستكون ماليّة الدّولة في مرحلة ما بعد الموازنة كما كانت ما قبلها؟ وهل ستنجح أميركا والمجتمع الدّولي بتطبيع حزب الله وإخضاع إيران؟ الأيّام القليلة القادمة ستكشف المستور الذي نأمل أن يكون لصالح لبنان وليس على حسابه.