تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ميشال الشمّاعي-
المزيد من الأسلحة الأميركيّة للبنان، تهديدات إقليميّة، وعلاقات دوليّة جديدة. أحداث تتسارع في عالم باتت فيه المواجهة اليوم حتميّة والمعسكرات أكثر وضوحًا. ولعلّ الحرب السّوريّة وما جرّته على المنطقة من جيوش ومرتزقات، قد أفرزت خارطة جديدة لتحالف القوى في العالم. لكن الإشكاليّة المطروحة، هل اقتربت لحظة التّسويات؟ أم أنّنا سنشهد ضربات دوليّة إقليميّة خاطفة؟ أم أنّ الحرب قد تفوّقت على مفاهيم السلام المرتقب؟
يتخيّل للمراقب أنّ الوضع في لبنان هشٌّ ومهتزٌّ جدًّا، لكن الواقع بمتابعة الحياة اللبنانيّة اليوميّة ينبئ بما هو أخطر من ذلك بكثير. في بلد لا تتعدّى مساحته مساحة مدينة من مدن الولايات المتّحدة الأميركيّة، تفرض هذه الأخيرة عقوبات ماليّة مهولة على حزبٍ يملك جناحًا عسكريًّا يهدّد أمن الأميركيّين القومي في المنطقة. ويردّ حزب الله بلسان أمينه العام بأنّ هذه العقوبات لن تؤثّر عليه أبدًا، بينما الرّئيس اللبناني يحاول أن يبعد سيف هذه العقوبات عن رقبة جمهوريّته.
لكن أجندة الحزب الإقليميّة، بتفويض من وليّه الإيراني، تدفعه للردّ على الوزير السّعودي السّبهان، الذي طالب بتدويل قضيّة حزب الله، ومن ورائها قضيّة لبنان، من خلال تحالف دوليّ لتحقيق الأمن والسلام الإقليمي. فهل يكون هذا السلام الإقليمي الذي يتحدّث عنه بعد ضربة دوليّة- إقليميّة للحزب؟
ومن جهتها إيران قد أطلقت معادلة جديدة وهي: USA =ISIS، من هذا المنطلق بحسب الجمهوريّة الإسلاميّة ستتعامل مع الولايات المتّحدة الأميركيّة كما تعاملت مع داعش. فهل هذا يعني بأنّ الحرب ستكون على: القطعة" وحسب الحاجة الإيرانيّة كما حارب حزب الله داعش في سوريا؟
أمّا في لبنان، بلد التّسويات، فتتكاثر اللقاءات التي كانت مستحيلة، وأبرزها لقاء الرّئيسين الحريري وبرّي مع زعيم المختارة في قصر كليمانصو مساء الأحد. وذلك على وقع تركيز الرّئيس برّي على إجراء الإنتخابات النيابيّة في شهر أيّار القادم. وقبل زيارة مرتقبة للحريري في 13 الجاري إلى الفاتيكان. فهل تندرج هذه اللقاءات في عمليّة استيعاب مواجهة داخليّة مع حزب الله قد تبدأ انتخابيًّا ولا تُعرف أين تنتهي؟
أمّا اجتماعيًّا فباتت القوى السياسيّة مجتمعةً مقتنعة بأنّ سلسلة الرّتب والرّواتب لن تدفع من دون فرض ضرائب جديدة. مع العلم أنّ الموازنة المقترحة قد تحقق ما قيمته مليار دولار من الوفر للدّولة اللبنانيّة بعد تقليص النّفقات. فبوجود هذا المبلغ لماذا تفرض الدّولة المزيد من الضّرائب على الشّعب؟ ألتقوم بعمليّة تغيير أثاثات في الوزارات تتعدّى الخمسة مليارات من جديد؟ أم لتموّل الحملات الإنتخابيّة المرتقبة لرجالات الحكم؟
على ما يبدو أنّ التّسويات قادمة من جانب دوليّ واحد إلى المنطقة، بينما الجانب الآخر، الذي لم ينكفئ بعد عن تصريحاته العلنيّة بالمواجهة، فهو يعدّ عديده وعتاده لحرب قد تُحضَّر لها ساحة جديدة غير السّاحة السّوريّة بحجّة حقّ الشّعب الكردي بتقرير مصيره. فهل إعادة العلاقات السّعوديّة – الأميركيّة إلى حيث كانت قبل الحرب الأولى في العراق لضرب ما قام به الملك السّعودي من تعزيز للعلاقات الرّوسيّة -السّعوديّة في زيارته الأخيرة لروسيا؟ وهل تتضاعف أحلام اليهود في سلام مرتقب مع جمهوريّات شرق- أوسطيّة مفتّتة؟ أم قد يشتعل فتيلا جديدًا في القارّة العجوز على أثر الإستفتاء الكاتالونيّ الأخير في إسبانيا؟